قال أبو العباس محمد بن يزيد: سمعت أحمد بن يحيى يقول في أول ما التقينا عند الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر: ذكر سيبويه أن قولك أخت في وزن قفل، فأنكرت ذلك، فلم يزل يتردد فيه حتى وقفته على ما قاله سيبويه: أن وزن أخت فعله ثم حذفت فصارت على حرفين، ثم ألحقت بالتاء الزائدة بباب فعل، وأن الإلحاق إنما يقع بالزيادة لتبلغ بها وزن الأصول.
وسمعته يقول: ألف ضحى للتأنيث كألف بشرى، لأن ضحى مؤنثة.
وسمعته يزعم أنه إذا صغر أحمر أو حارث أو نحوهما مما فيه زيادة قال: إن كان اسما صغرته على لفظه وعلى حرف الزيادة، فأقول: حارث اسما حويرث وحريث، وكذلك أحمر أحمير وحمير إذا كان اسما. وإذا كان شيء من ذلك نعتا لم يجز في تصغيره إلا التمام، ولا نجيز فيه وهو نعتٌ تصغير الترخيم.
وسمعته يقول بحضرة الأمير: النعت لا يضاف. فجعل الأمير يقول لنا: فلا تقول زيد غلامك مقبل وزيد أخوك جالس ونحوه؟ فخجل وجعل يخلط ويقول: كذا قال الفراء والكسائي.
وسمعني أذكر للأمير: من على كم وجهٍ تكون، حتى أتيت على ذلك، فقال ثعلب: وتكون من للنفي: فقلت: إن ذلك خطأ. فقال: كذا قال الفراء. ثم وضح له ما قلت فقال: الفراء كان يزعم أن معنى الاستفهام كله النفي. فقلت: لو كان إلى هذا قصد لقال: وحروف الاستفهام ترجع إلى النفي، ولكن حروف الاستفهام تتسع فتخرج إلى