[٨٥- مجلس عبد الله بن إدريس الأودي مع يحيى بن آدم]
أبو سعيد الأشج قال: كان عبد الله بن إدريس الأودي يذهب إلى تحريم النبيذ من بين أهل الكوفة، فقال ذات يوم: وددت أني وجدت فقيها يحاجني ألزمه الحجة في تحريمه. فحضره يحيى بن آدم فناظره في ذلك، وكان يحيى يذهب إلى تحليله، فقال له ابن إدريس: تترك الحديث فإنك تعارض بأحاديث التحليل، ولكن هلم النظر، ألست تقول: إنما يحرم السكر؟ قال: كذاك أقول. قال: يحرم القدح الذي منه يسكر الإنسان؟ قال: نعم. قال: فما تقول في رجل شرب تسعة أقداح من نبيذ فلم يسكر؟ قال: هذا حلال. قال: فإن شرب عاشرا فسكر، قال: هذا حرام ولو لم يتقدم العاشر تسعة أقداح قبله ما سكر منه. قال: فما تقول أنت في رجل له أربع نسوةٍ أيتزوج أخرى؟ قال: لا. قال: وما تقدم حلال؟ قال: نعم. قال: فلولا الأربع لم تحرم الخامسة. فقال: خدعتني. فقال له يحيى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحرب خدعة)) .