حدثني بعض إخواني قال: حدثني أحمد بن محمد بن رستم الطبري قال:
جاء رجلٌ معتوه إلى مجلس أبي حاتم فوقف يسمع كلام أبي حاتم، فقال له رجل: يا أبا حاتم لم نصبوا مالا ينصرف من الأسماء في موضع الجر؟ فقال: شبهوه بالفعل، والفعل لا يدخله الجر. فقال المعتوه: يا أبا حاتم، القياس على ما يرى أسهل أم على ما يسمع؟ فقال أبو حاتم: على ما يرى أسهل. قال المعتوه: ما يشبه هذا؟ وأخرج يده وقد ضم بين أنامله، فقال أبو حاتم: لا أدري. قال: فأنت لا تحسن أن تشبه هذا الذي تراه بشيءٍ فكيف تشبه ما لا ترى بما لا ترى؟ وأخرج يده الأخرى مضمومة الأنامل كما فعله بالأخرى وقال: يا غليظ الفطنة بعيد الذهن، هذا يشبه هذا. فخجل أبو حاتم وبقى أصحابه متعجبين. فقال أبو حاتم: لا تعجبون من هذا، أخبرني الأصمعي أن معتوها جاء إلى أبي عمرو بن العلاء فقال: يا أبا عمرو، لم سميت الخيل خيلا؟ فبقى أبو عمرو ليس عنده فيه جواب. فقال: لا أدري. فقال: لكني أدري. فقال: علمنا نعلم. قال: لاختيالها في المشي. فقال أبو عمرو لأصحابه بعد ما ولى المجنون: اكتبوا الحكمة وارووها ولو عن معتوه.