حدثني محمد بن يزيد قال: حدثني أحد العلماء بالشعر والمتقدمين فيه أن ابني عبد الملك: الوليد وسليمان اختلفا في امرئ القيس والنابغة، فقدم الوليد النابغة، وقدم سليمان امرأ القيس، فذكر ذلك لعبد الملك فبعث إلى أعرابي فصيح فذكر ذلك له فقال: إني لا أقدم الرجال على أسمائها، ولكن أنشدوني لهما وقاربوا بين المعنيين. فقال الوليد: صاحبي الذي يقول:
وصدرٍ أراح الليل عازب همه ... تضاعف فيه الحزن من كل جانب
تطاول حتى قلت ليس بمنقضٍ ... وليس الذي يرعى النجوم بآيب
فقال: ما ينبغي أن يكون في الدنيا أشعر من صاحبك! فقال سليمان: لا تعجل حتى تسمع، صاحبي الذي يقول:
وليلٍ كموج البحر مرخٍ سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي
قال: حسبك، صاحبك أشعر منك. قال: فاسمع ما بعده. فقال: لا أحتاج.