قال الليث بن المظفر: سألت الخليل عن العشرة فقلت: إذا قلنا خمسة قلنا خمسين، وإذا قلنا سبعة قلنا سبعين، وإذا قلنا عشرة قلنا عشرين، لم كسرت العين من عشرين ولم تكسر السين من سبعين والخاء من خمسين؟ فقال: لأن العشرين مأخوذ من العشر لا من العشرة. قال: فقلت له: أليس العشر ظمء تسعةٍ وفي العاشر ترد الماء. فإن كان الأمر كما قلت فالعشر تسعة أيام والعشر الثاني تسعة أيام فذلك ثمانية عشر يوما وليس هذا بعشرتين. فقال: أخذت هذا من قول الله عز وجل: {الحج أشهرٌ معلوماتٌ} .
ثم قال: كم أشهر الحج؟ فقلت: شوال، وذو القعدة، وعشرة من ذي الحجة. فقال: قد سمى الله جل وعز شهرين وعشرة أيام أشهرا. وقال أبو حنيفة: إذا قال الرجل لامرأته: قد طلقتك تطليقتين وثلاثا طلقت ثلاثاً، من ها هنا قلت إن العشرين هي من عشر وعشر.
واختلف النحويون في ذلك، ونحن نبين الأقاويل فيه إن شاء الله.
قال لي أبو بكر محمد بن منصور: العشرون تثنية عشرة، وكسروا أولها كما كسروا أول اثنين، وجعلوه مجموعا بالواو والنون ليكون على منهاج ما بعده. وإنما صلحت عشرون ونحوها للمذكر والمؤنث لأنهم جعلوها اسما لعدد بعينه، ثم جئت بالمعدود بعد.