حدثني أبو علي قال: حدثني أبو محمد القاسم بن محمد الأنباري قال:
لما أراد المتوكل أن يأمر باتخاذ المؤدبين للمنتصر والمعتز جعل ذلك إلى إيتاخ، فأمر إيتاخ كاتبه أن يتولى ذلك، فبعث إلى الطوال والأحمر وابن قادم وأحمد بن عبيد بن ناصح وغيرهم من الأدباء، فأحضرهم مجلسه، فجاء أحمد بن عبيد فقعد في آخر الناس، فقال له من قرب منه: لو ارتفعت؟ فقال: حيث انتهى بي المجلس. فلما اجتمعوا قال لهما الكاتب: لو تذاكرتم وقفنا على موضعكم من العلم فاخترنا. فألقوا بيتا لابن غلفاء:
ذريني إنما خطئي وصوبي ... علي وإن ما أنفقت مال
فقالوا: ارتفع ((مال)) بما، إذ كانت في موضع الذي. ثم سكتوا فقال لهم أحمد بن عبيد [من آخر الناس] : هذا إعراب فما المعنى؟ فأحجم القوم فقيل له: فما المعنى عندك؟ قال: أراد ما لومك إياي وإنما أنفقت مالا ولم أنفق عرضا، فالمال لا يلام على إنفاقه. فجاءه