حدثني بعض إخواني قال: حدثنا أبو إسحاق الزجاج قال: أخبرنا محمد بن يزيد قال: حدثني المازني قال:
قال أبو عمر الجرمي يوما في مجلسه: من سألني عن بيتٍ لا أعرفه من جميع ما قالته العرب فله علي سبق. قال: فسأله بعض من حضر -قال أبو العباس: السائل المازني ولكنه كنى عن نفسه- فقال له: كيف تروي هذا البيت:
من كان مسرورا بمقتل مالكٍ ... فليأت نسوتنا بوجه نهار
يجد النساء حواسرا يندبنه ... قد قمن قبل تبلج الأسحار
قد كن يخبأن الوجوه تسترا ... فالآن حين بدأن للنظار
فقال له: كيف تروي: بدأن، أو بدين؟ فقال: بدأن. فقال: خطأ، إنما هو ((بدون)) . فقال له: أخطأت. ففكر ثم قال: إن لله، هذا عاقبة البغي.
قال المبرد: مثل هذا لا يخفى على الجرمي، إنما غولط.