قال ابن أنس: أخبرني شيخ من الحي من بني نصر بن قعين قال:
شهد الكميت الجمعة بمسجد الجامع، فأحاط به علماء أهل الكوفة ورواتهم، فيهم حماد والطرماح، فجعلوا يسألون، فكان لا يسأل عن حرف إلا كان كأنه ممثل بين عينيه، فقال: ألا ألقى عليكم بيتا؟ فقالوا: افعل يا أبا المستهل فألقى عليهم هذا البيت:
قذفوا صاحبهم في ورطةٍ ... قذفك المقلة وسط المعترك
فجعلوا ينظرون فيه، ونودي بالعصر ولم يصنعوا شيئا، فسألوه عنه فقال: إن المقلة الحصاة التي يقسم بها القوم ماءهم. قال: والمعنى قذفوا صاحبهم في ورطة شطر المعترك، قذفك المقلة.
قال ابن أنس: وقد ذكر هذه الحصاة الفرزدق في قوله:
وجاء بجلمودٍ له مثل رأسه ... ليشرب ماء القوم بين الصرائم
على ساعةٍ لو أن في القوم حاتمٌ ... على جوده ضنت به نفس حاتم