حدثنا أبو زيدٍ عمر بن شبة النميري قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن الحريش عن أبي محمد اليزيدي النحوي قال:
كنت جالسا مع أبي عبيد الله وزير المهدي فقال لكاتب بين يديه: اكتب. فجرى في كلامه أسدٌ فقال له: إن أسد كان يفعل كذا وكذا، فلم يجر أسدا. قال أبو محمد: فالتفت إليه فقلت إن أسدا كان يفعل كذا وكذا. فقال: الألف ما يصنع بها ها هنا؟ قلت له: هذه الألف ليست بزائدة على الفعل، هذه الألف هي فاء الفعل. قال: وما الدليل على هذا؟ وإنما أسد أفعل مثل أحمر لا يجري. فقلت له: إنما أسد مثل فعل، وقد غلطت، عد الحروف كم حرف أسدٌ؟ قال: ثلاثة. قلت: فعلٌ كم حرف هو؟ قال: ثلاثة. فقلت أفعل مثل أحمر كم حرفٍ هو؟ قال: أربعة. قلت: لو كان أسد أفعل كان أربعة أحرف.