أبو زيد عمر بن شبة قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن الحريش قال: سأل الفضل بن الربيع الفراء مرة فقال: من أعلم أبو محمد، أو الكسائي؟ فقال الفراء: عافى الله أبا محمد، أبو محمد رجلٌ عاقل، والكسائي الكسائي: اسمه وصوته، لم نلق أحدا أعلم منه.
قال أبو محمد: فلقيته فقلت: يا دباغ إنما سئلت عن تزكيتي أو علمي. قال: يا أبا محمد، المعذرة إليك، والله ما تعمدته. فقلت له: ويحك فضحت الكسائي في تسع مسائل خطأته فيها بين يدي المهدي.
فقال له أبو إسحاق: كيف كان السبب؟ قال: كان انقطاعه إلى الحسن الحاجب أخي المفضل الحاجب مولى أمير المؤمنين، وكان انقطاعي إلى يزيد بن منصور الحميري خال أمير المؤمنين المهدي، وبه لقيت اليزيدي، فوصفني يزيد للمهدي ووصف الحسن الحاجب الكسائي فقال المهدي: اجمع بينهما فقلت للكسائي: أسألك أم تسألني؟ قال: سل. قال: قلت: كيف تقول: مررت حجاما برجل. قال: كما قلت. فقلت: أخطأت. فقال المهدي للكسائي: مكانك، أخبرني، أنت الحجام أم الرجل؟ لئن كنت الحجام فأقبح بهذه المسألة، أو يكون الحجام هو الرجل فهو أقبح منها أن تفرق بين الحجام ونعته فتقدمه. فقال الكسائي: العرب تفعل هذا، قالت: