قال أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد: حدثني أبو عثمان قال:
سأل مروان الأخفش عن قول الله عز وجل:{فإن كانتا اثنتين} أليس خبر كان يفيد معنى ليس في اسمها؟ قال: نعم. قال: فأخبرني عن: [كانتا اثنتين] أليس قد أفاد بقوله ((كانتا)) معنى ما أراد فلم يحتج إلى الخبر؟ فقال: إنما أراد: فإن كان من ترك اثنتين، ثم أضمر من على معناها. قال: فبإضماره من على معناها أفاد معنى ما أراد.
قال أبو عثمان: فقلت أنا: أفاد في الخبر ما لم يفد في الاسم، وذلك لما قال كانتا كان يجوز أن يكون الخبر صغيرتين، فلما قال اثنتين اشتمل على الصغير والكبير، فأفاد معنى.
قال أبو عثمان: وسأله مروان أيضا عن قوله: أزيدا ضربته أم عمرا، ألست إنما تختار في الاسم إذا كان المستفهم عنه الفعل؟ قال: بلى قال: فأنت إذا قلت أزيد ضربته أم عمرو، فالفعل قد استقر عندك أنه قد كان وإنما تستفهم عن غيره عمن وقع به الضرب، فالاختيار الرفع. قال: والقياس عندي هو.
قال أبو عثمان: وهو القياس عندي، ولكن النحويين اجتمعوا على نصب هذا، لما كان معه الحرف الذي هو في الأصل بالفعل أولى.