حدثني أحمد بن جعفر قال: حدثني أبو جعفر الغساني قال: سمعت سلمة بن عاصم قال: سمعت يحيى بن زياد الفراء يقول:
كان للكوفيين كتاب يقال له:((الفيصل)) بمنزلة مختصر الكسائي، وكنت أحفظ له من الكسائي، فدخلت إلى مدينة السلام فسألت عنه وذلك في خلافة المهدي، وكان الكسائي معه في حالٍ رفيعة، فقيل لي: إنه يقعد في كل ثلاثاء، فأتيته في مسجده الذي يقعد فيه للناس، فرأيت عنده غلاما أشقر أول ما بقل وجهه، يسأله ويكتب ما يمله عليه في ألواحٍ معه، وجئت معي بشاهدين يشهدان على خطائه، فسألته عن مسألة فأجابني بخلاف ما معي، فأوميت إلى اللذين معي: أن اشهدا. ثم سألته عن أخرى فأجابني بخلاف ما معي، ففطن فقال لي: سألتني عن كيت وكيت، والجواب فيه ما أخبرتك به، أفتريد أن أجيبك بما يقول أهل الكوفة فيه وهو خطأ؟ فقلت له: من أين قلت إنه خطأ؟ قال: لأن الله جل وعز قال كذا وكذا في كتابه، وهو خلافه، وقال كذا وكذا.
قال الفراء: فرميت بما كان معي واستأنفت عنه التعليم. فهو أنبت على رءوسنا الشعر.