قال أبو يعلى: حدثني أبو عثمان المازني قال: قلت للأخفش، لم لم تصرف أحوى إذا صغرته وقد ذهب منه بناء أفعل، تقول أحي كما ترى، فالمحذوف منه في التصغير موضع اللام. قال أبو يعلى: فقلت له أنا: ولم حذف؟ قال: لاجتماع الياءات، اجتمع الياء التي في موضع العين وياء التصغير والياء التي في موضع لام الفعل، فحذف. فقال الأخفش: لأني أنوي ما حذفت.
قلت له: فأنت إذا صغرت سماءً قلت سمية، فتجيء بالهاء وأنت تنوي ما حذفت، وذلك أنه لا يصغر اسمٌ مؤنثٌ على أربع أحرف فتلحقه الهاء، وكل اسم مؤنث على ثلاثة إذا صغر لحقته الهاء. فقال: لأن التصغير بناء على حدته. فقلت: وهذا بناءٌ على حدته، وأحمر أيضا لا يصرف إذا صغر لأنه يشبه الفعل المصغر؟ نحو ما أميلح زيدا. فقال: كيف تبني من حيي زيد يحيا: ما أحيا زيدا! فقلت: كذا أقول. فقال: كيف تصغره؟ فقلت: ما أحي زيدا. فقال: ذاك مثل ذا، حذفت من الفعل موضع اللام أيضا من أجل الياءات. وأشبه أحوى مصغرا ما أحيا زيدا مصغرا، فلم يصرف، مثل أحمر مصغرا يشبه أملح مصغرا.
قال: وقال الأخفش: أحمر إذا سميت به رجلا صرفته في النكرة فقلت له: لم؟ فقال: لأني إنما منعته الصرف في المعرفة والنكرة لبنائه ولأنه صفة، فلما زالت عنه الصفة صرفته في النكرة، ولم أصرفه في المعرفة لبنائه.
قلت: له: فكذا ينبغي لك ألا تصرف أربعا في قولك مررت بنسوةٍ أربعٍ، لأنه اسم جعل صفة فدخل في باب الصفة، فإنه كنت إنما صرفت ذاك لدخوله في باب الأسماء فامنع هذا الصرف لدخوله في باب الصفات.