قال أحمد بن يحيى: كتب إلي يعقوب بن السكيت من سر من رأى، يسألني عن أشياء أسأل ابن الأعرابي عنها، فصرت إليه في يوم الجمعة بعد الصلاة إلى حلقةٍ في المسجد في الجانب الغربي، وكان يصلي عند باب المشبك مما يلي المنارة، فكان أول شيءٍ سألته عنه أن قلت بيت المسيب بن علس:
نظرت إليك بعين جازيةٍ ... في ظل فاردةٍ من السدر
قال: يقول: قد جزأت بالرطب عن الماء فقد سمنت وحسنت. وفي ظل فاردةٍ، أي ليست في سدر كثير فيسترها فلا يتأمل حسنها، ولا بارزة فتخلو من الكن.
قال: فاستحسنَّا قوله. ثم جعلت أسأله حتى سألته عن جميع ما كان معي.
قال: وقال غير ابن الأعرابي: الجازية: العطشانة. والظبية أحسن ما تكون إذا كانت كذلك.