حدثنا سوار بن عبد الله قال: حدثنا عبد الملك بن قريب قال:
جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء فقال: يا أبا عمرو، أيخلف الله وعده؟ قال: لا. قال: أفرأيت من وعده الله على عمل عقابا أيخلف وعده فيه؟ فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت أبا عثمان، إن الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تعد عارا ولا خلفا، والله جل وعز إذا وعد وفي، وإذا أوعد ثم لم يفعل كان ذلك كرما وتفضلا، وإنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله. قال: فأوجدني هذا في كلام العرب. قال: نعم، أما سمعت قول الأول:
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ... ولا أختتي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وتكلم في هذه الآية:{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حقاً قالوا نعم} فقيل: كيف خرج القول من الفريقين بلفظٍ واحد، وهو وعدٌ ووعيد؟