قال أبو العباس أحمد بن يحيى: كان أبو توبة ميمون بن حفص مؤدبا لعمرو بن سعيد بن سلم، فقدم الأصمعي البصرة فنزل على سعيد بن سلم، فحضر يوما وأخذ يسائله، فدعا سعيد بأبي توبة فجعل أبو توبة إذا مر شيءٌ من الغريب بادر إليه، فيأتي بكل ما في الباب أو أكثره، فشق ذلك على الأصمعي فعدل إلى المعاني فسأل أبا توبة عنها، فقال له سعيد: لا تتبعه يا أبا توبة في هذا الفن فإن هذه صناعته. فقال: وما علي، إذا سألني عما أحسنه أجبته، وما لم أحسن تعلمته.
فلم يزل الأصمعي يسأله وأبو توبة يجيبه. حتى سأل عن هذا البيت:
واحدةٌ أعضلكم أمرها ... فكيف لو درت على أربعٍ
قال: ونهض الأصمعي فدار على أربعٍ ليلبس على أبي توبة، فأجابه أبو توبة بجواب يشاكل ما وهمه، فضحك الأصمعي من جوابه فقال له سعيد: ألم أقل لك يا أبا توبة؟
قال: ومعنى البيت أنه تزوج امرأة واحدة فقال: قد شق عليك أن تزوجت واحدة، فكيف لو تزوجت أربعا.