وحدثني أبو عثمان المازني: سألني الرياشي فقال: الله ما أنكرت أن يكون الإله فخفف فقيل أللاه، ثم أدغمت اللام الأولى في اللام الساكنة، كما أجزت في الناس أن يكون تخفيف الأناس ثم أدغمت. قلت له: من قبل أن الناس على معنى الأناس. وكذلك كل شيء خففت من الهمزة فهو على معناه مخففا. وأنت إذا قلت أللاه فليس بعلم لله جل وعز. فلو كان الله هي الإله مخففا لبقي على معناه، فلما جاء الله على غير معنى الإله علمنا أن هذا ليس مخففا.
قال أبو العباس محمد بن يزيد: قال سيبويه في تقديره من الأفعال قولين:
أحدهما أنه على فعال وتقديره إلاه، والألف واللام بدل من هذه الهمزة المحذوفة. ومثله قولك أناس ثم نقول الناس. فكذا الألف واللام بدل من الهمزة، إلا أن الاسم علمٌ لازم فلا يجوز حذفهما منه. قال: وليس الألف واللام وإن كانتا لا تفارقانه كالألف واللام في الذي، لأن الذي نعتٌ واقع على كل شيء. تقول: رأيت الرجل الذي في الدار، ورأيت المال الذي عندك، ورأيت الحائط الذي بنيته. والألف واللام فيه كالألف واللام في النجم إذا أردت الثريا لأن الألف واللام تخرجان منه فيصير نجما من النجوم نكرة، وهذا اسم ليس كمثله اسم، ولا معرفة أعرف منه، لأنه لا مشارك فيه. ومن قال أناس فتعريفه أن يقول الأناس. أنشدني أبو عثمان المازني: