وقال سيبويه في موضع آخر: من العرب من يقول: لهى أبوك، يريد لاه أبوك، وتقديره على هذا القول فعل، والوزن وزن باب ودار، واللفظ عليه. من ذلك قول ذي الإصبع العدواني:
لاه ابن عمك لا أفضلت في نسبٍ ... عني ولا أنت دياني فتخزوني
يريد: لله ابن عمك. وقوله الله هو تأدية هذا اللفظ بعينه.
وقد اختلفوا في اللام من قوله ((لاه)) فقال قوم: المحذوفة اللام الأصلية والباقية لام الخفض؛ لأن حرف الخفض لا يضمر بإجماع. وقال آخرون: بل الباقية الأصلية لئلا يحذف من أصل الحرف. فقال هؤلاء المتقدمون: الحذف غير مستنكر في الكلام لعللٍ، نحو قولك: لم يك، ولم أدر، ولم أبل، يريد: لم يكن، ولا أدري، ولم أبال.