أخبرنا محمد بن الحسن عن أبي حاتم السجستاني عن أبي عبيدة عن يونس بن حبيب قال:
كنت في مجلس أبي عمرو بن العلاء، فأتاه شبيل بن عزرة الضبعي، فألقى له صفة بغله، وأكرمه ورفعه، ثم قال له: من أين أقبلت؟ قال: من عند رؤبة، ولقد سألته عن اسمه فما عرفه. قال يونس: فما ملكت نفسي غضبا حين ذكر رؤبة، فوثبت فجلست بين يديه وقلت: ألرؤبة تقول هذا! لهو والله أفصح من معد، أفتعرف أنت الروبة والروبة والروبة والروبة، والرؤبة؟ فسكت فما أجاب بحرف، فقال لي أبو عمرو: ماذا أردت إلى رجلٍ جاءني فأكرمته تأنسة، تستقبله بما يكره.
ثم سألنا يونس ففسرها فقال: الروبة: الحاجة غير مهموز، يقال فلان لا يقوم بروبة أهله. والروبة: ساعةٌ من الليل. والروبة: جمام ماء الفحل، يقال: أطرقني روبة جملك وفحلك. والروبة: خميرة تلقى في اللبن ليروب. وهذه الأربع غير مهموزات. والرؤبة بالهمز: قطعةٌ يرأب بها الشيء المكسور، أي يشد. وفي دعاء بعضهم: اللهم ارأب صدعنا.
قال أبو حاتم: وسمعت بعض الأعراب [يقول] : رب خلتنا! قال: وهي لغة جيدة. كما يقال اسأل وسل بغير همز.