قال لنا أبو إسحاق يوما في مجلسه: كيف تصغرون المهوأن من قول رؤبة:
قد طرقت أسما بليلٍ هاجعا ... تطوى إلينا مهوأنا واسعا
فأرقت بالحلم ولعا والعا ...
قال: المهوأن: الواسع من الأرض البعيد. والولع: الكذب. ومنه قول الآخر:
وهن من الإخلاف والولعان ...
فخضنا في تصغيره فلم يرض ما جئنا به، فقال: الوجه أن يقال مهين فاعلم. وقياس ذلك أن الاسم على ستة أحرف، وكل اسم جاوز أربعة أحرف ليس رابعه حرف مد ولين فقياسه أن يرد إلى أربعة أحرف في التصغير، كما قالوا في سفرجل: سفيرج، وفي فرزدق: فريزد، وكذلك ما أشبهه، فوقعت ياء التصغير في مهوأن ثالثة ساكنة وبعدها واو، فوجب قلب الواو ياء وإدغام الأولى فيها، فصارت بعد الهاء ياء شديدة وبعدها ثلاثة أحرف: همزة ونونان، فلو حذفت النون بطل معنى الاسم واختل،