حدثني أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال: حدثني أبي عبد الله قال: حدثنا أبو العميثل –وقد روى عنه الأصمعي- قال:
سألني الأصمعي عن قول الراجز في صفة ماء:
إزاؤه كالظربان الموفي ...
فقلت له: الإزاء: مصب الدلو في الحوض. فقال لي: كيف يشبه مصب الدول بالظربان؟ فقلت له: ما عندك فيه؟ فقال: أنما أراد المستقي؛ من قولك: فلانٌ إزاء مالٍ، إذا قام به ووليه.
وقال أحمد بن حاتم: قال الأصمعي: يقال هو إزاء مال، وخائل مال، وخال مالٍ، وصدى مالٍ، وسوبان مالٍ، وسرسور مالٍ، وآيل مالٍ، يريد قيم مال. قال أحمد بن يحيى: يقال فلان عسل مالٍ، إذا كان حسن القيام عليه.
وشبهه بالظربان لذفر رائحته وعرقه. وبالظربان يضرب المثل في النتن. يقال للقوم إذا تطاول الشر بينهم:((فسا بينهم الظربان)) . ويقال إنه ربما فسا في ثوب إنسان فيتقطع رعابيل ولا يخرج نتنه منه. ويقال إنه ربما دخل في خلال الهجمة فيفسو، فلا يتم له ثلاث فسوات حتى تتفرق الإبل كما تتفرق عن المنزل إذا أحست فيه بقردان، فلا يردها الراعي إلا بالجهد الشديد.
وذكر الجاحظ أنه إذا أحس بالضب في جحره سد باسته باب جحره، فلا يزال يفسو فيه حتى يخرج الضب سكران منه، فيقع كالميت، فيأكله كيف يشاء.