سألت أبا عثمان بكر بن محمد المازني فقلت: ما ترى في قوله:
وقدرٍ ككف القرد لا مستعيرها ... يعار ولا من يأتها يتدسم
أتحتاج ((لا)) إلى أن يكون بعدها ضمير؟ فقال: لا، ولكن لو كانت ما مكانها احتاجت إلى ضمير.
فقلت له: أما ما الحجازية فتحتاج إلى ضمير لأنها بمنزلة ليس، فما تقول في ما التميمية أيضاً لأنها تبقى آخر الكلام، فلابد من أن يكون ضميره فيها. ألا ترى أنه يختار بعدها إضمار الفعل في قولك: ما زيدا ضربته، فتجريها مجرى ألف الاستفهام. قلت: أفرأيت ((ما)) التي تكون لغوا يمتنع منها موضع؟ فقال: لا يمتنع منها موضعٌ، بين كلامين كانت أو آخر كلام، ولكنها لا تلغي إذا كانت أول كلام، فليس تمتنع إلا في هذا الموضوع.
قال أبو عثمان: زعم سيبويه في بيت الفرزدق:
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريشٌ وإذ ما مثلهم بشر