للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا اجتهدا شدا حسبت عليهما ... عريشا علته النار فهو محرق

وسئل عن بيت لطفيل:

كأنه بعد ما صدرن من عرق ... سيد تمطر جنح الليل مبلول

فقال: كأن الفرس بعدما سال العرق من صدورهن ذئب. فقلت: أخطأت إنما معناه: كأن هذا الفرس بعدما برزت صدور هذه الخيل، من عرق: من الصف. وكل طريقةٍ وصف عرقة. يقال عرق من قطا ومن خيل. فيقول: كأن هذا الفرس قد أصابه المطر، فهو ينجو ويعدو عدوا شديدا.

ثم سئل في هذا المجلس عن بيتٍ لعروة:

مطلا على أعدائه يزجرونه ... بساحتهم زجر المنيح المشهر

فقيل له: ما معناه؟ فقال: يزجرون هذا الرجل إذا نزل بساحتهم كما يزجر المنيح. ثم فسر فقال: المنيح من القداح: الذي لا نصيب له، وإنما هو تكثير في القداح، مثل السفيح والوغد. فقلت له: ويحك، إنما يزجر ما جاء له نصيب، وهذا خاملٌ لا نصيب له. ثم قال: مشهر، وتفسير هذا البيت القدح المعروف بالفوز، فيستعار لكثرة فوزه وخروجه، ومنه يقال منحت فلانا ناقتي سنة، والناقة تسمى منيحة، وذلك إذا أعطيته لبنها ووبرها سنة ثم يردها، فكذلك هذا القدح يستعار، فهو يتبرك به

<<  <   >  >>