ذكر ابن حجر -رحمه الله تعالى- أن وصول الحديث والخبر إلينا له طريقان، والذي ذكر -رحمه الله تعالى- لفظ الخبر، وينبغي أن يُعلم أن لفظ (الحديث) و (الخبر) و (الأثر) كلها تُطلق على الحديث المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لذلك ألَّف المجد ابن تيمية:(منتقى الأخبار) فسمى أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأخبار، وأيضًا ألَّف الطحاوي:(شرح معاني الآثار) فسمى أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالآثار.
فالخبر يُطلق على الحديث النبوي وعلى غيره، والأثر يُطلق على الحديث النبوي وعلى غيره، وقد ذكر النووي -رحمه الله تعالى- أن طريقة المحدثين أن الخبر يُطلق على الحديث، وأن بعض الخراسيين فرَّق بين الأثر والحديث، وقال: الأثر ما يُطلق على غير النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما الحديث فهو ما يُطلق على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والصواب أن يُقال: إن الخبر والأثر والحديث كلها تُطلق على أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقواله وأفعاله وتقريراته.
فإذن وصول الخبر إلينا له حالان:
• الحال الأولى: أن يبلغ مبلغ التواتر.
• الحال الثانية: ألا يبلغ مبلغ التواتر وهو الآحاد.