للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيت في صحيح البخاري عن عمرو بن ميمون قال رأيت قردا زنى بقردة فرجمهما القرود فرجمتهما معهم قال الإمام النووي أن عمرو بن ميمون أدرك جماعة من الصحابة وحج مائة حجة مات سنة خمس وسبعين ورأيت البرماوي في شرح البخاري أن قردا نام وجعل تحت رأسه قردة فجاء قرد آخر فأشار إليها فانسلت منه وجاءت إليه فزنى بها ثم جاءت تريد النوم معه فاستيقظ فشمها فعرف أنها زنت فصاح فاجتمعت القرود إليه فرجموها ... مسئلتان.. الأولى: ولو مكنت امرأة من نفسها قردا فعليها التعزير كرجل وطئ بهيمة إن شهد عليه أربعة بذلك أو أقر ثم إن كانت الدابة مأكولة وجب ذبحها وعليه التفاوت ما بين قيمتها مذبوحة وسليمة مثاله كانت تساوي مائة فلما ذبحت صارت تساوي خمسين مثلا فيلزمه خمسون وأكلها حلال.. الثانية: بيعه صحيح وحكى القرطبي في سورة الأنعام وجها في مذهب الشافعي أنه يحل أكله ولم أره فهو غريب منكر قال ابن عبد السلام ولا أعلم بين علماء المسلمين خل إذا في أن القرد لا يؤكل ... فائدة: رأيت في قوله تعالى لولا أن رأى برهان ربه قيل أنه رأى شخصا خرج من حائط فكتب بسم الله الرحمن الرحيم ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة الآية فتحول يوسف عليه السلام إلى الحائط الآخر وإذا بالقلم يكتب وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين فتحول إلى الحائط الآخر له إذا بالقلم يكتب يعلم خائنة الأعين فتحول إلى الحائط الآخر فكتب كل نفس بما كسبت رهينة فنظر إلى الأرض فكتب إنني معكما أسمع وأرى فنظر إلى سقف البيت فرأى جبريل في صورة يعقوب عاضا على إصبعه فوقع يوسف مغشيا عليه من الحياء وقيل رأى الجب الذي كان فيه فقيل له يا يوسف أنسيت هذا وقيل رأى حوراء من الجنة فتعجب من حسنها فقال لمن أنت فقالت لمن لا يزني قال الرازي قوله تعالى ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه هذه الآية من المهمات التي يجب البحث عن تحقيقها فيوسف عليه السلام بما يليق به من دفعها ومنعها عنه وهمت بما يليق بها من التوصل إلى مقصودها وقال غيره همت به أن يصل إليها في الحرام وهم بها أن يصل إليها بالحلال والبرهان هو هربه منها وفيه فائدتان: الأولى: قد القميص من دبر الثانية: لو دفعها عنه لتعلقت به وقدت قميصه من قبل وربما قتلته ثم قال وأجود ما يمكن من التأويل أن يقال اشتهت من اشتهاها لأن المرأة الجميلة إذا تزينت للشاب مال طبعه إليها فتارة تقوى داعية الطبيعة والشهوة وتارة تقوى داعية العقل والحكمة والفرق بين السوء والفحشاء أن السوء مقدمات الزنا كالقبلة واللمس والفحشاء نفس الفعل وقيل السوء فعله بجهالة في صغره والفحشاء في كبره فيوسف عليه السلام معصوم في صغره وكبره وقد شهد الله أنه من عباده المخلصين الذين استثناهم إبليس فيما حكى الله عنه إلا عبادتك منهم المخلصين فمن ظن في هذا الكريم ابن الكريم

بما لا يليق بمنصب النبي فقد خالف الله وحالف إبليس ... حكاية: قال بعض الصالحين رأيت حداداً يأخذ الحديد من النار بيده فلا يضره فسألته عن ذلك فقال كان بجواري امرأة جميلة فتعلق بها قلبي ولم أتمكن منها لورعها فحصل في بعض السنين قحط فقالت المرأة طعمني شيئا لله فقلت حتى تمكنيني من نفسك فقالت لا سبيل لي إلى المعصية فلما كان اليوم الثاني قالت أطعمني شيئا لله فقلت لها كالأول فامتنعت فلما كان اليوم الثالث قالت أطعمني شيئا لله فقد أضرني الجوع فقلت لها مثل ذلك فدخلت إلى منزلي فجعلت الطعام بين يديها فبكت وقالت تطعمني لله فقلت لا فخرجت فلما كان اليوم الرابع قالت أطعمني شيئا لله

<<  <  ج: ص:  >  >>