قال الله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث العفو لا يزيد العبد إلا عزا فاعفوا يعزكم الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم ينادي مناد يوم القيامة ليقم من أجره على الله فيدخل الجنة وقيل ما هم قال العافون عن الناس رواه الطبراني وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بشراركم قالوا بل يا رسول الله قال إن شراركم الذي ينزل وحده ويجلده عبده ويمنع رفده أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بل يا رسول الله قال من يبغض الناس ويبغضونه أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ... فائدة: قال النبي صلى الله عليه وسلم من أقال مسلما من بيعته أقال الله عثراته يوم القيامة ... مسئلة: ولو وكل في بيع دابة ثم ندم المشتري وطلب الإقالة فلا تكون إلا من الموكل أو بإذنه وإذا حصلت الإقالة رجعت العين المبيعة إلى البائع بزيادتها المنفصلة وغير المنفصلة والله تعالى أعلم وفي الأحياء عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد تحت العرش ثلاث مرات يقول يا معشر الموحدين إن الله قد عفا فليعف بعضكم عن بعض ... حكاية: دعا علي رضي الله عنه غلامه فلم يجبه ثم دعاه ثانيا فلم يجبه فوثب إليه فرآه مضطجعا يضحك فقال ما حملك على ترك جوابي قال أمنت عقوبتك قال أنت حر لوجه الله تعالى قال في روضة العلماء أوحى الله تعالى إلى إبراهيم أنت خليلي حسن خلقك ولو مع الكافرين أنزلك منازل الأبرار فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلته أن أظله تحت ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي وأن أسكنه حظيرة قدسي وقال النبي صلى الله عليه وسلم من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء رواه أبو داود والترمذي ... فوائد.. الأولى: أوحى الله إلى موسى عليه السلام أتحب أن يدعو لك كل شيء طلعت عليه الشمس والقمر قال نعم اصبر على خلقي وجفائهم كما صبرت على من أكل رزقي وعبد غيري وقال بعضهم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله أخالط الناس أم أعتزلهم قال خالط الناس واحتمل أذاهم وذكر في كتاب شرف المصطفى عن النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.. الثانية: قال عمر رضي الله عنه رأيت رب العزة في المنام فقال يا ابن الخطاب تمن علي فسكت فقال في الثانية يا ابن الخطاب أعرض عليك ملكي وملكوتي وأقول لك تمن على وأنت في ذلك تسكت فقال يا رب شرفت الأنبياء بكتب أنزلتها عليهم فشرفني بكلام منك بلا واسطة فقال يا ابن الخطاب من أحسن إلى من أساء إليه فقه أخلص لله شكرا ومن أساء إلى من أحسن إليه فقد بدل نعمتي كفرا فإن قيل كيف شكر يوسف ربه عز وجل على إخراجه من السجن ولم يصرح بذلك على إخراجه من الجب فالجواب لما ذكر في الجب من التوبيخ لإخوته والصفح الجميل هو الذي لا عتاب فيه ... موعظة: قال ابن