معاذ فإذا هو رجل من الأنصار فقال يا معاذ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فارق الدنيا فوقع معاذ مغشيا عليه فلما أفاق ورفع له كتاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعليه ختم بخاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبكى فلما دخل المدينة جاء إلى عائشة رضي الله عنها وفاطمة رضي الله عنها وقال السلام عليكم يا أهل البيت قالت فاطمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا فاطمة أقرئي معاذا مني السلام وأخبريه أنه يأتي يوم القيامة أمام العلماء ثم زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة رضي الله عنها شعرا:
ماذا على من شم تربة أحمد ... أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها ... صبت على الأيام صرن لياليا
فائدة: رأيت في لقط المنافع لإبن الجوزي في الباب الثالث عشر في ذكر الطيب أن الغالية من مسك وعنبر وكافور يخلط الجميع بدهن البان واللبنوفر وشمها يسكن الصداع البارد وهي نافعة للدماغ البارد وشم المسك والعنبر تقدم أول الكتاب وشم الصندل ينفع من الصداع الحار ويقوي الكبد والمعدة الحارين إذا طلى عليهما من الخارج وتقدم أن دهن الحواجب قبل الرأس بأي دهن كان ومرور المشط عليها قبل الرأس واللحية أمان من الصداع ويبدأ من اليمين قال في لقط المنافع في الباب الثاني عشر من ذكر الباب من لبس خفه باليمين ونزعه باليسرى آمن وجع الطحال والله أعلم.
[باب مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم]
الأولى خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: كانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة وكانت أكثر قريش مالا وأعظمهم شرفا وكانت تتاجر الرجالة في مالها وتضاربهم بشيء معلوم قال في المنهاج القراض والمضاربة أن يدفع إليه دراهم أو دنانير ليتجر والربح مشترك فلما بلغ خديجة رضي الله عنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه وأمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه أن يخرج في مالها إلى الشام وتعطيه أفضل ما تعطي غيره مع غلام لها يقال ميسرة فقبل منها وخرج في مالها إلى الشام حتى قدم مدينة بصرى من أرض حوران وكان قد خرج مع عمه أبي طالب إلى بصرى أيضا وله إثنتا عشرة سنة في رحلة الصيف وكانت قريش يتاجرون في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام فكان ذلك لا يشق عليهم ولا يشق على أنفسهم عبادة رب البيت فلذلك أتى بلام التعجيب فقال تعالى لإيلاف قريش أي اعجبوا لإيلاف قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف وتركهم العبادة ثم إن الله تعالى يسر لهم الأرزاق في البر على الإبل وغيرها في المراكب وأمرهم بالعبادة فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى مع غلام خديجة رآه بحيرة الراهب وقيل غيره وإنما رآه بحيرة في الكرة الأولى فقال الراهب من هذا قال غلام من قريش قال ما ينزل تحت هذه الشجرة إلا نبي فلما رجع صلى الله عليه وسلم إلى مكة فباعت خديجة رضي الله عنها ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من التجارة بربح وحدثها