سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بهذه الشجرة المباركة وهي الزيتون فتداووا به فإنه مصحة للبواسير وعن أبيى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلوا الزيت وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام وقال الذهبي الإدهان بالزيت يقوي الشعر والأعضاء ويبطئ الشيب وشربه ينفع من السموم وهو ترياق الفقراء.
[فصل في قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم مع سبع]
يعني من سلالة وهي النطفة تسل من الظهر سلا من طين أي من مخلوق من طين وهو آدم قال الله ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة أي جعلنا النطفة البيضاء علقة حمراء وهي دم جامد ثم جعلنا الدم قطعة لحم على قدر ما يمضغه الآكل ثم قسم أجزاء النطفة إلى عظام وأعصاب وعروق ولحم قال عمرو بن العاص إذا مكثت النطفة في بطن الأم أربعين يوما رفعها ملك إلى الله وقال أخلق يا أحسن الخالقين فيقضي الله فيها ما شاء ثم تدفع إلى الملك فيقول يا رب سقط أم تمام فيبين له ثم يقول يا رب أواحد أو توأمان فيبين له فيقول يا رب طويل الأجل أم قصير فيبين له ثم يقول يا رب ذكر أم أنثى فيبين له ثم يقول يا رب أشقي أم سعيد فيبين له ثم يقول يا رب قطع رزقه أي قدره فيقدر له رزقه على قدر أجله ثم يرجع به إلى بطن أمه قال القرطبي في قوله تعالى أمشاج أي مختلط قال ابن عباس العظم والعصب والقوة من الرجل والدم واللحم والشعر من المرأة قال القاضي أبو بكر بن العربي إذا خرج ماء الرجل أولا وكان أكثر كان الولد ذكرا بحكم السبق ويشبه أعمامه بحكم الكثرة وإن خرج ماء المرأة أولا وكان أكثر كان الولد أنثى بحكم السبق ويشبه أخواله بحكم الكثرة وإن خرج ماء الرجل أولا ولكن كان ماء المرأة أكثر كان الولد ذكرا للسبق ويشبه أخواله لكثرة ماء المرأة وإن خرج ماء المرأة أولا ولكن ماء الرجل أكثر كان أنثى لسبق ماء المرأة وتشبه أعمامها لكثرة ماء الرجل ...
فائدة: حسن لون الحامل يدل على الذكور وكذا الثقل في الجانب الأيمن وكبر حلمة الثدي الأيمن وغلظ الحليب يدل عليه أيضا فإن اشتبه فخذ منه شيئا يسيرا واجعله على مرآة برفق واجعله في الشمس فإن انبسط الحليب فأنثى وإلا فذكر والله أعلم ثم ركب اللحم على العظم وجعل العظم قوية صلبة من نطفة ضعيفة وجعلها قواما للبدن ثم قدرها إلى صغير وكبير وطويل ومستدير ومجوف ومصمت وعريض ودقيق ولما كان العبد محتاجا إلى الحركة لم يجعلها واحدا بل جعلها عظاما كثيرة وهي مائتا عظم وثمانية وأربعون عظما في الرأس منها خمس وخمسون مختلفة الأشكال فألف بعضها إلى بعض حتى صار الرأس مدورا فمنها ستة للفخذ وأربعة عشر للحي الأعلى واثنان للأسفل والبقية هي الأسنان بعضها عريضة تصلح للطحن وبعضها حادة تصلح للقطع ثم ركب الرقبة من سبع خرزات مجوفات مستديرات فيها زيادات ونقصان لينطبق بعضها على بعض حتى صارت كالكرسي تحت الرأس وركب الرقبة على الظهر وركب الظهر من أسفل الرقبة إلى منتهى عظام الفخذ من أربع وعشرين خرزة ثم خلق في الإنسان خمسمائة وعشرين عضلة مركبة من لحم وعصب وأغشية فأربعة وعشرين منها لتحريك حدقة العين وهي مركبة من سبع