كن ورأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول إلهي إلهي لا تغير اسمي ولا تبدل جسمي فإن الفراق بعد الوصال شديد والهجران بعد القرب أليم ... حكاية: قال ابن عباس رضي الله عنهما قدم وفد من العرب على النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم شاب فقال الشاب للشيوخ انطلقوا وآمنوا بمحمد وأنا أحفظ رحالكم ففعلوا ثم جاء الشاب وتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وقال أستجير بك من النار فقال دعه يا غلام فقال والذي بعثه بالحق لا أقتله حتى يجيرني من النار فنزل جبريل وقال أخبره أن الله قد أجاره منها ... موعظة: في قصة بلعام بن باعوراء وبرصيصا عبرة لأولي الألباب فالأول عبد الله أربعمائة عام ثم مكر الله به فحول وجهه إلى عبادة الشمس وقد تقدم في فصل الفاتحة أنه لم يشكر الله يوما من الأيام بزيادة والثاني عبد الله مائة عام وكان مجاب الدعوة فأرسل له ملك زمانه ابنته له ليدعو لها فقال إبليس اتركها عندك الليل فلما كان من الليل وسوس له حتى واقعها فقال اقتلها وإلا فضحتك بين الناس فقتلها فأخبر إبليس الملك بذلك فأمر بصلبه فجاء إبليس وقال من فعل هذا بك قال أنت من يخلصك قال أنت قال فاسجد لي فسجد له بالإشارة فمات كافرا والعياذ بالله تعالى ... فائدة: قال الترمذي الحكيم رأيت رب العزة فقلت يا رب أخاف من زوال الإيمان قال قل بين سنة الفجر والفريضة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أسألك أن تحي قلبي بنور معرفتك يا الله يا الله يا محيى الموتى برحمتك يا أرحم الراحمين.
[باب التوبة]
قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا قال الحسن البصري رضي الله عنه التوبة النصوح هي الندم بالقلب والإستغفار باللسان والترك بالجوارح والإضمار أن لا يعود وعن النبي صلى الله عليه وسلم الموت أهون على التائب من شربة باردة للعطشان فإن قيل كيف أخفى الله الموت والقيامة فالجواب أن الله تعالى وعد بقبول التوبة فلو بين ذلك تمادى العبد في المعصية إلى ذلك الوقت فيكون كالإغراء له على الفعل وهو لا يجوز ذكره العلائي في سورة طه ... فائدة: قال سهل رضي الله عنه إذا عمل العبد حسنة وقال يا رب أنت الذي وفقتني وأعنتني قال الله تعالى أنت أطعت وأنت تقربت وإن قال أنا عملت قال الله تعالى أنا الذي قدرت ثم يعرض عنه وإذا عمل سيئة وقال يا رب أنت قدرت علي غضب الله عليه وقال أنت عصيت وأنت أسأت وإن قال يا رب أنا ظلمت نفسي وأسأت قال الله تعالى وأنا قضيت وأنا غفرت وأنا سترت وزاد ابن الملقن في كتاب الحدائق عن بعضهم أنه كان يقول يا إلهي أنت قضيت وأنت حكمت فهتف به هاتف وقال هذا شرط الربوبية فأين شرط الاعتراف بالعبودية فقال يا الهي وأنا عصيت وأنا أذنبت فقال الهاتف وأنا غفرت وأنا وأنا سترت وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة وقال موسى عليه السلام يا رب إذا سألك الطائع ماذا تقول له قال أقول لبيك قال فالزاهد قال أقول لبيك قال فالصائم قال أقول لبيك قال فالخاطئ قال أقول لبيك لبيك لبيك يا موسى كل واحد من هؤلاء يتكل على عمله والعاصي يتكل على رحمي وأنا لا أخيب عبدا اتكل علي لأني قلت ومن يتوكل على الله فهو حسبه