للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. حكاية: قال بعض الصالحين كنت أقطع الطريق فرأيت على الدجلة نخلتين إحداهما رطبة عليها رطب والأخرى يابسة ورأيت طيرا يأخذ الرطب ويضعه في رأس اليابسة فصعدت إليها فرأيت حية عمياء والطير يأخذ الرطب ويضعه في فمها فقلت يا رب هذه حية أمر النبي بقتلها أقمت لها طيرا يأخذ الرطب ويأتي إليها برزقها وأنا أشهد لك بالوحدانية ثم أقمتني في قطع الطريق فهتف بي هاتف يقول بابي مفتوح للقاصدين فكسرت سيفي وقلت التوبة التوبة فقال الهاتف قد قبلناك وكنت قد انفردت على أصحابي فسمعوني أقول التوبة التوبة فلما جئتهم سألوا عن ذلك قلت كنت مطرودا فوقع الصلح فقالوا ونحن نصالح معك أيضا فنزعنا ثيابنا وخرجنا نريد مكة فدخلنا قرية وإذا بعجوز تقول أفيكم فلان الكردي فقلت هو أنا فأخرجت ثيابا وقالت هذه ثياب ولدي أردت أن أتصدق بها فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال أعطي هذه الثياب لفلان الكردي فأخذها وقسمتها بين أصحابي وفي الخبر إذا تاب العبد توقد توبته بين السماء والأرض سبعين قنديلا وينادي المنادي ألا وإن العبد قد اصطلح مع ربه ... لطيفة: مر بعض الصالحين على راع يرعى غنما والذئاب معها فقال متى اصطلح الذئب مع الغنم قال لما اصطلح الراعي مع الله ... فائدة: رأيت في تفسير النيسابوري عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أراد الله أن يتوب على آدم طاف بالبيت سبعا وهو يومئذ ربوة حمراء فصلى ركعتين وقال اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤالي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته لي ورضني بما قسمت لي فأوحى الله إليه يا آدم غفرت لك ذنبك ولن يأتيني أحد من ذريتك يدعو بمثل ما دعوتني إلا غفرت له ذنوبه وكشفت غمومه ونزعت الفقر من بين عينيه وجاءته الدنيا وهو لا يريدها قال النيسابوري وهذا يقتضي أن التوبة بعد الهبوط والصحيح أنها قبله فلذلك أعاد الأمر بالهبوط مرة ثانية بقوله تعالى قلنا اهبطوا منها جميعا لأن آدم وحواء لما أكلا من الشجرة قال لهما اهبطوا بعضكم لبعض عدو فلما تابا وقع في أنفسهما أن الهبوط ارتفع بالتوبة فأمرهما بالهبوط ثانيا ليعلما أن حكمه باق وتحقيقا للوعد بقوله تعالى إني جاعل في الأرض خليفة ... لطيفة: وجدت المعصية من المؤمن لأن روحه وجدت بالمجاورة من ريح الكافر في صلب آدم والكافر يفعل الحسنة لأن روحه وجدت ريح المؤمن أيضا فإذا كان يوم القيامة بسط الله بساط الحكمة ويضع عليه أعمال العباد فتهب ريح فيطير كل جنس إلى جنسه فتطير معصية المؤمن إلى معصية الكافر وتطير حسنة الكافر إلى حسنات المؤمن ويرث كل من المؤمن والكافر

منزل الآخر في الدار التي أعدها الله له وذلك لأن كل منهما له منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات المؤمن ورث منزله في الجنة ومنزل الكافر أيضا فيصير له منزلان إذا مات الكافر ورث منزل المؤمن في النار ومنزله فيصير له منزلان ذكره النسفي رحمه الله ... مسألة: اختلف العلماء في حد الكبيرة على أقوال كثيرة جمعها أبو طالب المكي فقال أربع في القلب وهي الإصرار على المعصية والشرك بالله واليأس من رحمة الله والأمن من مكر الله وثلاثة في البطن وهي شرب الخمر وأكل مال اليتيم وأكل الربا واثنان في الفرج الزنا واللواط واثنان في اليد السرقة والقتل وواحدة في الرجلين وهي الفرار من الزحف وواحدة في البدن وهي عقوق الوالدين وأربع في اللسان وهي شهادة الزور وقذف المحصنات والسحر واليمين الغموس وهي التي يتعمد فيها الكذب سميت بذلك لأنه تغمس صاحبها في الإثم ونار جهنم ولا كفارة لها عند أبي حنيفة وأحمد وقال الشافعي يكفرها الصوم وهي ثلاثة أيام ولو في كل شهر يوم ولا يجوز قطع صومها بخلاف الإثنين والخميس وإذا كان عاجزا عن أحد الثلاث عتق رقبة مؤمنة بلا عيب يخل بالعمل والكسب أو كسوة عشرة مساكين بما يسمى كسوة وإطعامهم بالسوية وهو الأحق كل مسكين مد الطعام وهو ثلاثة أواق بالدمشقي من غالب قوت بلده ... موعظة: أمر نوح عليه الصلاة والسلام أن لا يقرب الذكر الأنثى في السفينة فخالفه الكلب فأخبرته الهرة فطلبه فحلف ثم عاد مرة أخرى فسألت الهرة ربها أن يمسك عليه حتى يراه نوح فاستمر ذلك فيه عقوبة له إلى يوم القيامة قال القرطبي في تفسيره أن العنز امتنعت من الدخول إلى السفينة فمسكها جبريل بذنبها فإستمر ذنبها موفقا من سوء المخالفة ... فائدة: قال كعب الأحبار لولا هؤلاء الكلمات لجعلتني اليهود حمارا يعني من سحرهم وهي هذه أعوذ بوجهه العظيم الذي ليس شيء أعظم منه وبكلماته التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ ونقل العلائي عن ابن عباس رضي الله عنهما من قرأ عند النوم قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله الآية لا يضره كيد ساحر ولا تكتب على مسحور إلا دفع الله عنه السحر وقال البرماوي في شرح البخاري ومما ينفع الرجل إذا حبس عن أهله أي منع الجماع أن يأخذ سبع ورقات سدر أخضر ويدقها بين حجرين ويخلط بماء ويقرأ عليه آية الكرسي وكل سورة أولها قل ويلحس منه ثلاث لحسات ثم يغتسل بالباقي فإنه أنجح له والله أعلم في صحيح مسلم من مشى إلى عراف وصدقه لم تقبل صلاته أربعين يوما في غيره إذا دخل منكر ونكير على ميت مشى إلى كاهن يقول أحدهما لصاحبه أرى منه ريح الكاهن فينفخ عليه نفخة فيشتعل بها نارا ... حكاية: يقال كان في زمن موسى عليه السلام رجل لا يستقيم على توبة فأوحى الله إلى موسى قل له لا تفسد توبتك فإن رجعت إلى معصيتك عاقبتك ولا أقبل توبتك فبلغه الرسالة فصبر أياما ثم رجع إلى المعصية فأوحى الله إلى موسى قل له أني غضبت عليه فبلغه الرسالة فخرج إلى الصحراء. وقال يا إلهي ما هذه الرسالة التي أرسلتها إلي مع موسى أنفذت خزائن عفوك أم ضرتك معصيتي أو بخلت على عبادك وأي ذنب أعظم من عفوك حتى تقول لا أغفر لك فكيف لا تغفر لي والكرم من صفاتك فإذا أيست عبادك من رحمتك فمن يرجون وإن طردتهم فمن يقصمون اللهم إن كانت رحمتك نفدت ولابد من عذابي فاجعل علي ذنوب عبادك فإني فديتهم بنفسي فأوحى الله إلى موسى قل له لو كانت ذنوبك مطبقة بين السماء والأرض لغفرتها لك كما عرفتني بكمال العفو والرحمة ... حكاية: كان ببغداد رجل مسرف على نفسه وله أم صالحة وكان كلما عمل معصية كتبها في ديوان فبينما هو ذات ليلة وإذا بالباب يطرق فخرج فوجد امرأة جميلة فقال ما حاجتك قالت عندي أيتام ما أكلوا طعاما منذ ثلاثة أيام فقال ادخلي فعرفت منه الفساد فقالت معاذ الله فجنبها كرها عنها فقالت يا كاشف كل شدة اعصمني منه ثم قالت اسمع ما أقول، فقالت: شعر: منزل الآخر في الدار التي أعدها الله له وذلك لأن كل منهما له منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات المؤمن ورث منزله في الجنة ومنزل الكافر أيضا فيصير له منزلان إذا مات الكافر ورث منزل المؤمن في النار ومنزله فيصير له منزلان ذكره النسفي رحمه الله ... مسألة: اختلف العلماء في حد الكبيرة على أقوال كثيرة جمعها أبو طالب المكي فقال أربع في القلب وهي الإصرار على المعصية والشرك بالله واليأس من رحمة الله والأمن من مكر الله وثلاثة في البطن وهي شرب الخمر وأكل مال اليتيم وأكل الربا واثنان في الفرج الزنا

<<  <  ج: ص:  >  >>