كان بينه وبين إبراهيم عليه السلام ألف عام وهو موسى بن عمران بن بصهر ابن فاهت بن لاوى بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قال موسى يا رب أجد في التوراة أمة هي خير أمة خرجت للناس إجعلها أمتي قال تلك أمة محمد قال يا رب إني أجد في التوراة أمة يحجون فلا يرجعون إلا وقد غفرت لهم فاجعلها أمتي قال تلك أمة محمد قال يا رب إني أجد في التوراة أمة أناجيلهم في صدورهم فاجعلها أمتي قال تلك أمة محمد قال يا رب إني أجد في التوراة أمة يصومون شهرا واحدا فتغفر لهم ذنوبهم أحد عشر شهرا فاجعلها أمتي قال تلك أمة محمد قال يا رب إني أجد في التوراة أمة تبدل سيآتهم حسنات فاجعلها أمتي قال تلك أمة محمد قال يا رب إني أجد في التوراة أمة هم آخر الأمم في الإسلام السابقون إلى الجنة فاجعلها أمتي قال تلك أمة محمد قال يا رب فاجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي قال كعب الأحبار وجدت في التوراة أمة محمد صلى الله عليه وسلم يمشون على الأرض والأرض تستغفر لهم ووجدت مع كل واحد قضيبا من نور وهو الإسلام ووجدت أحدهم يخر ساجدا فلا يرفع رأسه حتى يغفر الله ما له ووجدت الجنة تشتاق إليهم كل يوم خمس مرات ووجدتهم يصومون شهرا وهو رمضان فيعطون بكل يوم تباعد خمسمائة عام من جهنم ووجدتهم طوبى لهم وحسن مآب قال في روضة العلماء قال موسى يا رب إغفر لي ولبني إسرائيل قال قد غفرت لمحمد وأمته وثوابهم عندي كثواب الأنبياء غضبي عليهم بعيد أقبل منهم اليسير وأعطيهم الكثير ولا أحجب عنهم التوبة ماداموا يقولون لا إله إلا الله فخر موسى ساجدا وقال يا رب اجعلني من أمة محمد فقال أنت وجميع الأنبياء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقال الطوسي في كتاب نور النور أمة محمد صلى الله عليه وسلم تدعى في التوراة صفوة الرحمن وقال النسفي قال وهب حملت أم موسى به ليلة عاشوراء وهي ليلة الجمعة وذلك أنه قيل لعمران رأيت نجم كذا يلقى شعاعه على وجهك فانطلق إلى أهلك وأودع الوديعة التي في ظهرك فكان عمران يراقب النجم وكان لا يفارق فرعون ليلا ولا نهارا فلما رأى النجم ألقى الله النوم على فرعون فذهب عمران إلى زوجته يوحانذ بنت يصهر بن لاوى بن يعقوب وكان فرعون قد جعل حول قصره سباعا فقالت السباع يا عمران انطلق في حفظ الله تعالى قال وهب لما حملت أم موسى نطقت كل دابة وقالت لفرعون يا ملعون حملت أم موسى به فأين المهرب فلما ولدته في تابوت وطرحته في اليم فلم تبق دابة في البحر إلا ونثرت على التابوت الجواهر كان في البحر سبعون ألف جاموسة لكل جاموسة سبعون ألف قرن من ذهب بالذال المعجمة فحملته على قرونها وقالوا هذا موسى كليم الله وعلق حول النيل ألف قنديل من قناديل الفردوس ومكث في البحر ثلاثة أيام وقيل أربعين يوما وكان آخر من حمله حوت يونس عليه السلام فرجعت أمه إلى بيتها حين ألقته فجاءها الشيطان في صورة إنسان وقال إن موسى أخذه فرعون وأطعمه للسباع فأخبرها جبريل الحق فخرجت بنات فرعون يوما إلى النيل وبهن بلاء فسمعن صوتا من حمله