عليه وسلم يتوكأ عليها ويأمر بالإتكاء عليها وعنه العصا من علامة المؤمن ومنة الأنبياء ومن خرج في سفر ومعه عصا من لوز فقد أمنه الله من سبع ضار ولص عاد ومن كل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله وكان معه سبعة وسبعون من الملائكة وقال البرماوي ذات حمة بضم المهملة أي ذات سم كالحية والعقرب وسلاح على الأعداء وعون للضعفاء ويهرب من صاحبها الشيطان ويخشع منه الفاجر وتكون لصحبها قبلة وقوة إذا أعيى وعنه صلى الله عليه وسلم من بلغ أربعين سنة ولم يأخذ العصا عد له من الكبر والعجب.
[فصل في القناعة]
قال الله تعالى إن الأبرار لفي نعيم أي في قناعة وإن الفجار لفي جحيم أي في طمع وقال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قال في الرسالة القشيرية قال كثير من المفسرين والمراد بالحياة الطيبة في الدنيا هي القناعة وقيل قوله تعالى والذي يميتني ثم يحييني أي يميتني بالطمع ويحييني بالقناعة وقال الجنيد في قوله لأعذبنه عذابا شديداً أي لألبسنه ثوب الطمع ولأحرمنه ثوب القناعة ... لطيفة: قال في الرسالة القيشيرية لما مر موسى بالجدار وأقامه الخضر قال له موسى لو شئت لاتخذت علية أجرا فلما خرجا من القرية دعا الحضر ظبيا فوقف بينهما فصار الجانب الذي يلي الخضر لحما مشويا والجانب الذي يلى موسى لحما طريا فسأله موسى عن ذلك قال لأنك طمعت وأنا قنعت وقال في العقائق جاءهما من الهواء طبقان على أحدهما خبز وسمك مشوي فوقع بين يدي الخضر والآخر عليه سمك طري فوقع بين يدي موسى فتبسم الخضر وقال أنا صبرت وأنت لم تصبر والقرية هي إنطاكية والجدار كان طوله مائتين وخمسين فساعده موسى في ذلك فاستوى كما كان ... حكاية: قالت حفصة بنت عمر رضي الله عنهما لأبيها يا أبت البس ألين الثياب فقال يا حفصة ألست تعلمين أن أعلم الناس بحال الرجل أهل بيته قالت نعم قال أنشدتك الله هل تعلمين أن النبي لبث في النبوة كذا وكذا سنة لم يشبع هو وأهله غدوة إلا جاعوا عشية ولا شبعوا عشية إلا جاعوا غدوة قالت نعم قال ناشدتك الله هل تعلمين أن النبي كان يغسل ثيابه فيأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة فلا يجد ثوبا يخرج به إلى الصلاة قالت نعم قال ناشدتك الله فما زال يذكرها حال النبي حتى بكى وأبكاها وقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه.
[فصل في التوكل على الله]
قال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقال النبي من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله وقال الحسن البصري التوكل هو الرضا بفعل الله تعالى