الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون الآية ... مسئلة: قال الإمام الشافعي وأحمد تستحب الصلاة على الميت في المسجد وقال الإمامان بكراهتها والأفضل أن تكون الصفوف ثلاثة فإن لم يحضر إلا النساء فصلاتهن فرادى واحدة بعد واحدة أفضل وبه قال مالك في شرح المهذب وفيه نظر وينبغي أن تسن لهن الجماعة كجماعتهن في غيرها وبه قال الإمام أحمد وسفيان الثوري وغيرهما وتكره الصلاة على الجنازة في المقبرة وأما في القبر فالصلاة عليه جائزة وإن كان قد صلى عليه وقال أبو حنيفة يصلى على القبر إلى ثلاثة أيام وقال الإمام إلى شهر والله أعلم.
[فصل في الأمل]
قال الله تعالى ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون وقال تعالى فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وعن النبي صلى الله عليه وسلم أيكم يحب أن يدخل الجنة قالوا كلنا يا رسول الله قال قصروا الأمل وثبتوا آجالكم بين أبصاركم واستحيوا من الله حق الحياء قالوا إنا نستحي من الله يا نبي الله قال ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وليذكر الموت والبلا من أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من ذنب يمنع خير الآخرة وأعوذ بك من حياة تمنع خير الممات وأعوذ بك من أمل يمنع خير العمل وقال علي رضي الله عنه ألا وإن الأمل ينسي الآخرة وقال داود الطائي من طال أمله ساء عمله ... حكاية: مر عيسى ابن مريم عليه السلام على جبل فوجد شيخا يعبد الله في الحر والبرد فقال لو اتخذت بيتا يقيك الحر والبرد فقال: يا روح الله أخبرني الأنبياء قبلك أن لا أعيش أكثر من سبعمائة عام فلم يختر عقلي أن أشتغل بالعمارة عن طاعة ربي فقال عيسى عليه السلام: يأتي في آخر الزمان أمة لا تجاوز أعمارهم مائة عام يبنون القصور ذكره في روض الأفكار.
[فصل في الصبر]
قال الله تعالى إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى إني إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استتحيت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديواناً فوائد: الأولى: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من صبر على أداء فرائض الله فله ثلثمائة درجة ومن صبر على محارم الله فله ستمائة درجة ومن صبر على المصيبة فله تسعمائة درجة. وقال بعض العارفين الصبر على ثلاثة مقامات: الأولى ترك الشكوى ويسمى الصبر الجميل وهي درجة التائبين الثانية: الرضا بالمقدور وهي درجة الزاهدين الثالثة المحبة بما يصنع به المولى وهي درجة الصديقين وقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقدم أهل الصبر فيقوم ناس فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة فعقول الملائكة إلى أين قالوا