فلما تأوه قال الله تعالى يا جبريل قل له قد أبكيت حملة عرشي وسكان سمواتي وعزتي وجلالي لإن تأوه مرة ثانية لأهدن السموات على الأرض فصبر واحتسب ولم يخبرهم بحاله فأنطق الله المرأة وقالت إنه مظلوم والله ما زنى وأخبرتهم بخبره مع النار فلما رأوا يده محترقة ندموا على قتله فحفروا له والمرأة قبرا فوجدوه مسكا فنادى مناد من السماء اصبروا حتى تصلي عليه الملائكة وألقى الله عليهم كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من الله تعالى إلى عبده أني قد نصبت المنبر تحت عرشي وجمعت ملائكتي وخطب جبريل وأشهدت الملائكة أني قد زوجته خمسين ألف عروس من الفردوس ذلك لمن خشي ربه.
[فصل في الشفقة على خلق الله تعالى]
قال الله تعالى والله يحب المحسنين خصوصا إلى الدابة والرقيق وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حق الرقيق إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان إخوة تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم ... مسألة: تجب نفقة الرقيق غير المكاتب على سيده قوتا وأدما وكسوة وسائر المؤمن صغيرا كان أم كبيرا زمنا أو سليما مرهونا أو مستأجرا على حسب كفايته من غالب قوت البلد الذي يطعم منه المماليك ولا يكفي في كسوته ستر العورة فقط إلا أن يكون ببلاد السودان ولو كان له عبيد استحبت التسوية بينهم إلا في الإناث فيفضل الجميلة على غيرها من الإناث قال مؤلفه رحمه الله تعالى إنما فضلت الجميلة على غيرها لأن الإستمتاع بها جائز بخلاف الذكور فلا يفضل الجميل على غيره. وقد تقدم في باب الأمانة ما أعد الله من العذاب لمن تشبه بقوم لوط ويجب شراء ماء الطهارة له وتسقط النفقة بمضي الزمان فإن امتنع السيد من الإنفاق باع الحاكم ماله بعد الإستدانة واجتماع شيء صالح البيع فإن لم يكن للسيد مال أمره ببيعه أو إجارته أو عتقه فإن امتنع تولى الحاكم ذلك فإن لم يتيسر أنفق عليه من بيت المال فإن لم يكن فعلى المسلمين ويجب علف الدابة أو تخليها للرعي إن كفاها فإن امتنع أجبره الحاكم على بيع المأكول أو ذبحه وخيره في بيعه ولا يزيد في حلب عليه الدابة بحيث يضر ولدها ويترك للنحل شيء من العسل إن لم يكتف بغيره ويجب عليه تحصيل ورق التوت لدود الحرير فإن امتنع باع الحاكم ماله في ذلك يجوز تجفيف الدود في الشمس بعد حصول الغرض منه وقال النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم وقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة الإسراء سبعة قصور بين كل قصرين كما بين المشرق والمغرب قلت لمن هذه قيل لمن قاد ضريرا سبع خطوات قلت أبشر به أمتي قيل نعم وأكثر من هذا من قال من أمتك سبع مرات لا إله إلا الله يعطى في الجنة بقدر الدنيا عشرين مرة.
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة وعن النبي صلى الله عليه وسلم من قاد أعمى أربعين ذراعا أو خمسين ذراعا كتب الله له عتق رقبة وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قاد ضريرا إلى المسجد أو إلى منزله أو إلى حاجة من حوائجه كتب الله له بكل قدم