والمجسمية فالرد على هؤلاء من البدع الواجبة وإلى مندوب كصلاة التراويح، وبناء المدارس وإلى مكروه كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف وإلى مباح كالمصافحة بعد الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم من تمام التحية الأخذ باليد رواه الترمذي ورأيت في كتاب شرف المصطفى من السنة أن يقرأ عند المصافحة والعصر وقال أنس رضي الله عنه ما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد رجل ففارقه حتى يقرأ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ذكره في الأذكار ... مسألة: فإن قيل كيف سافر موسى عليه السلام أربعين يوما إلى الطور فما جاع وسافر إلى الخضر ساعة فوجد الجوع فلذلك قال لفتاه يعني غلامه إذ أقامه مقام الغلام في الخدمة وهو يوشع بن نون وأمه أخت موسى آتنا غذاءنا قال ابن عباس رضي الله عنهما كانا يأكلان من الحوت بكرة وعشيا فالجواب أن سفرة إلى الطور سفر طرب وحب لأنه مسافر إلى مناجاة الحق سبحانه وتعالى كان مبنيا على الصوم ألا ترى أنه لما تسوك صام عشرة أيام أخر والسفر الثاني سفره إلى الحضر كان سفر أدب فكان معه الجوع وجواب آخر: السفر الأول كان سفر رخصة فجاز معه الأكل والشرب وجواب آخر السفر الأول كان للتعليم وهو بمعنى الأولى قال مؤلفه رحمه الله تعالى وعندي جواب آخر: وهو إنما فقد الجوع أولا ووجده ثانيا عملا بالمناسبة في المقامين فقام موسى للمناجاة يناسب ترك الأكل والشرب لأن ربه متصف بذلك فاتحد المقامان ولابد للعبد أن يتخلق بخلق من أخلاق الله تعالى وقد ورد من تخلق بخلق من أخلاق الله دخل الجنة ومقام موسى ومقام الخضر عليهما السلام في الأكل واحد فلذلك وجد الجوع والله أعلم ... فائدة: قال إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه معصية الله بعيدة من الجوعان قريبة من الشبعان والله المستعان.
[باب فضل الحج]
قال الله تعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " قال القشيري رضي الله عنه الاستطاعة على فنون فمستطيع بماله ونفسه وهو الصحيح السليم ومستطيع بغيره وهو الزمن والمعضوب قال النووي في الروضة لو قال المعضوب وهو العاجز عن الحج بنفسه من حج عني فله ألف فسمعه رجلان فأحرما عنه مرتبا صح حج الأول عنه وحج الثاني من نفسه ولا شيء له وإن أحرما معا أو شكا فحجهما لهما ولا شيء لهما من الألف وقال رضي الله عنه في قوله تعالى حكاية: عن إبليس لعنه الله " لأقعدن لهم صراطك المستقيم " أي لأصدنهم من طريق الحج وعن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج الحاج من منزله خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وله بكل خطوة عبادة سبعين سنة حتى يرجع إلى منزله فإذا رجع فاغتنموا دعاءه فإن دعاءه مستجاب وقال صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، قيل وما بره قال إطعام الطعام وطيب الكلام رواه الطبراني بإسناد صحيح وقال صلى الله عليه وسلم إن للكعبة لسانا ولقد اشتكت وقالت يا رب قل عوادي وقل روادي فأوحى الله إليها أني خالق بشرا خشعا سجدا يحنون إليك كما تحن الحمامة إلى بيضها ...