للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعمرك ما أبكى لخل فقدته ... ولكن لهرج بعده كان آتيا

أفاطم صلى الله رب محمد ... على جسد أمسى بيثرب ثاويا

فما لرسول الله أمي وأخوتي ... وعمي وآبائي ونفسي وخاليا

فلو أن رب الناس أبقى نبينا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا

عليك من الله السلام تحية ... وأدخلت جنات من العدن راضيا

قال القرطبي في روض الأفكار وقال عمر بن الخطاب يرثي النبي بعد وفاته: شعر:

ما زلت منذ وضع الفراش لجنبه ... وسوي عليه خائفا أتوقع

شفقا عليه أن يزول مكانه ... عنا فنبقى بعده نتفجع

ليت السماء تفطرت أكنافها ... وتناثرت منها النجوم فيسمع

لما رأيت الناس هد جميعهم ... موت ينادي بالنعي فيسمع

والناس حول نبيهم يدعونه ... يبكون أعينهم بماء تدمع

وسمعت صوتا قبل ذلك هدني ... عباس ينعاه بصوت يقطع

يبكيه من أهل المدينة كلهم ... والمسلمون بكل خطب يجزع

وقال القرطبي في آل عمران فإن قيل فلم أخر دفن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قد أمر بتعجيل تجهيز الميت فالجواب من وجوه الأول: أنهم اختلفوا في موته صلى الله عليه وسلم فمنهم من أنكره حتى قال عمر رضي الله عنه من قال أن محمد قد مات ضربت عنقه الثاني: أنهم اختلفوا في دفنه فمنهم من قال يدفن في البقيع ومنهم من قال يحبس حتى يحمل إلى أبيه إبراهيم ومنهم من قال يدفن في المسجد فقال الصديق رضي الله عنه سمعته صلى الله عليه وسلم يقول ما دفن نبي إلا حيث يموت الثالث: أن الأنصار والمهاجرين اختلفوا في الخلافة فلما وفق الله الفريقين لتولية أبي بكر رضي الله عنه وبايعوه قاموا إلى تجهيزه صلى الله عليه وسلم كما تقدم ثم بايع الناس أبا بكر رضي الله عنه بيعة أخرى من الغد وكشف الله به الكربة من أهل الردة وأقام به الدين والحمد لله رب العالمين والبيعتان قبل دفنه صلى الله عليه وسلم فنسأل الله العظيم بجاهه على ربه أن يجمع بيننا وبينه في الدار الآخرة في عافية بلا محنة ورأيت في السبعيات للهمداني قال أنس رضي الله عنه مررت بباب عائشة رضي الله عنها فسمعتها تقول في بكائها يا من لم يلبس الحرير ويا من لم ينم على فراش وثير ويا من لم يشبع من خبز الشعير يا من اختار الحصير على السرير يا من لم ينم الليل خوف السعير ثم حكى عن معاذ رضي الله عنه أنه قال كنت ليلة نائما باليمن لما وجهني رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم أهله الإسلام فرأيت قائلا يا معاذ أتنام ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أطباق التراب فاستيقظت مرعوبا ثم نمت فرأيت كذلك في آخر الليل كذلك فأخذت المصحف نهارا فأول سطر قرأته إنك ميت وإنهم ميتون فبكى معاذ ورحل من اليمن إلى المدينة وهو يقول وامحمداه أين أنت فوق الأرض أم تحتها فلما قربت من المدينة سمعت هاتفا من بعض الأودية يقول كل نفس ذائقة الموت فدنا منه

<<  <  ج: ص:  >  >>