الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل وإسرافيل ثم قال إنه ليهون علي الموت أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة قال في ورض الأفكار هبط جبريل وملك الموت وملك يقال له إسمائيل معه سبعون ألف ملك وذكره غيره أن عزرائيل وقف على الباب وقال السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أأدخل ولابد من الدخول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مفرق الجماعات هذا ملك الموت ثم أذن له في الدخول فقال أين تركت أخي جبريل قال تركه في سماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك وإذا بجبريل قد دخل وسلم وقال هذا الموعد يستأذن عليك ولم يستأذن على أحد قبلك ثم قال جبريل السلام عليك يا رسول الله هذا آخر موطئي من الدنيا وإنما كنت حاجتي من الدنيا نعم جبريل لا ينزل بالوحي إلى الدنيا بعده وأما بغيره فيزل إلى الدنيا كليلة القدر فقال يا جبريل بشرني قال أبواب الجنة قد تفتحت بقدرة روحك قال ليس عن هذا أسأل بشرني يا جبريل قال قد اصطفت الملائكة لملاقاة روحك قال ليس عن هذا أسأل بشرني من لقراء القرآن من بعدي من لصوم رمضان بعدي قال أبشر فإن الجنة حرمت على جميع الأمم حتى تدخلها أنت وأمتك فقال الآن قد طاب الموت ادن مني يا ملك الموت فعالج روحه الطيبة فولى جبريل بوجهه فقال يا جبريل ولم تول بوجهك عني فقال ومن يستطيع النظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت قالت عائشة رضي الله عنها لما خرجت روحه الطيبة ما شممت ريحا أطيب منها ثم وقعت الظلمة في المدينة حتى لا يرى بعضهم بعضا واختلف حال الصحابة في هذه المصيبة فمنهم من أقعد ومنهم من أخرس لسانه إلى فراغ العزاء حتى تكلم ومنهم من أضنى كالمريض حتى مات وثبت أبو بكر الصديق رضي الله عنه كما تقدم ثم بايعه الناس بالخلافة وذلك بتوفيق الله وأول من بايعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكر القرطبي في تفسير آل عمران أن الرافضة انقسمت إثنتي عشرة فرقة كل فرقة في السعير فمن أراد أن يرى قبائح هذه الفرق فلينظر في تفسير القرطبي في قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ثم بايع الناس أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأخذوا في تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبره الشريف الذي هو أفضل من العرش والكرسي فغسله على بالماء البارد في ثوبه ومعه
العباس ومعه ولده الفضل وأسامة بن زيد يصب الماء ثم كفنوه في ثلاثة أثواب بيض تحت السقف وحول ستر ولم يخرج منه شيء كالأموات فقال علي رضي الله عنه ما أطيبك حيا وميتا يا رسول الله ثم دخل الناس وصلوا عليه فرادى بغير إمام بعدهم النساء ثم الصبيان وقيل أول من صل عليه ربه ثم الملائكة ثم الأنبياء ثم ألحده أبو طلحة في ليلة الأربعاء في الموضع الذي مات فيه وقيل ليلة الثلاثاء وعمره ثلاث وستون سنة قال سفيان الثوري رضي الله عنه من بلغ ثلاثا وستين سنة فليستعد للكفن فلما دفن صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه هذه الأبيات وحكاه القرطبي عن صفية عمة النبي صلى الله عليه وسلم: ومعه ولده الفضل وأسامة بن زيد يصب الماء ثم كفنوه في ثلاثة أثواب بيض تحت السقف وحول ستر ولم يخرج منه شيء كالأموات فقال علي رضي الله عنه ما أطيبك حيا وميتا يا رسول الله ثم دخل الناس وصلوا عليه فرادى بغير إمام بعدهم النساء ثم الصبيان وقيل أول من صل عليه ربه ثم الملائكة ثم الأنبياء ثم ألحده أبو طلحة في ليلة الأربعاء في الموضع الذي مات فيه وقيل ليلة الثلاثاء وعمره ثلاث وستون سنة قال سفيان الثوري رضي الله عنه من بلغ ثلاثا وستين سنة فليستعد للكفن فلما دفن صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه هذه الأبيات وحكاه القرطبي عن صفية عمة النبي صلى الله عليه وسلم:
ألا يا رسول الله كنت رجاءه ... كنت بنا برا ولم تك جافيا
وكنت بنا برأ رحيما وهاديا ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا