للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

م نقل بعد هذا الكلام حكاية أن بعضهم أراد الإستجمار بأحجار فأخذ حجراً فكشف الله عنه سمعه حتى سمع تسبيحه فتركه تعظيماً له ثم أخذ حجر آخر فكذلك ثم آخر فكذلك فلما سمع جميع الأشجار والأحجار تسبح توجه إلى الله تعالى في أن يستر عنه تسبيحها ليتمكن من إزالة النجاسة فستر الله تعالى عنه ذلك فاستجمر بها

مع علمه أنها تسبح لأن المخبر بتسبيحها هو الآمر بالاستجمار بها على لسان الشارع صلى الله عليه وسلم ففي إخفاء تسبيح الكليات عن الأسماع حكمة بالغة نعم رأيت في تفسير الرازي الذي أطبق عليه العلماء المحققون أن من لم يكن حياً لم يكن قادراً متكلماً وجزم بأن الجمادات تسبح بلسان الحال والله أعلم ... حكاية: أهدي للجنيد رضي الله عنه طائر فقبله مرة ثم أرسله فقيل له في ذلك فقال أنه قال يا جنيد تتلذذ بمناجاة الأحباب وتسد في وجوههم الباب فلما لرسله قال إن الطيور ما دامت ذاكرة لا تقع في شدة فإذا أغفلت عن ذكر الله وقعت وأنا غفلت عن ذكر الله مرة فعذبني بالسجن فكيف بمن يغفل عن ذكر الله كثيراً يا جنيد خذ علي العهد أن لا أعود أبداً ثم صار يتردد إلى زيارة الجنيد ويأكل من المائدة معه فلما مات الجنيد رمى نفسه على الأرض فمات فدفنوه فرأى الجنيد بعض أصحابه في النوم فسأله عن حاله فقال رحمني برحمتي للطائر ... سئل السبكي رضي الله عنه: عن قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فقال أهل البلاء هم أهل الغفلة عن ذكر الله تعالى ... لطيفة: رأيت في حقائق العقائق أن آدم عليه السلام لما هبط هرب عنه الطير والوحش فجاء الخطاف فجلس عنده فعاتبه الله تعالى فقال يا رب رأيته وحده والوحدانية لك فجئت عنده لأجل ذلك فقيل أيها الطائر قد رفعت عنك السكين فلا تصاد ولا تذبح نطرح لك الألفة في قلوب أولاد آدم يساكنونك في بيوتهم ليل أنه كان أبيض اللون فأسود لونه لما لمسه آدم إلا صدره وقيل أن آدم شكا إلى ربه الوحشة فآنسه بالخطاف وهو يخطب بقوله تعالى لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الخ ويمد صوته بالعزيز الحكيم. مع علمه أنها تسبح لأن المخبر بتسبيحها هو الآمر بالاستجمار بها على لسان الشارع صلى الله عليه وسلم ففي إخفاء تسبيح الكليات عن الأسماع حكمة بالغة نعم رأيت في تفسير الرازي الذي أطبق عليه العلماء المحققون أن من لم يكن حياً لم يكن قادراً متكلماً وجزم بأن الجمادات تسبح بلسان الحال والله أعلم ... حكاية: أهدي للجنيد رضي الله عنه طائر فقبله مرة ثم أرسله فقيل له في ذلك فقال أنه قال يا جنيد تتلذذ بمناجاة الأحباب وتسد في وجوههم الباب فلما لرسله قال إن الطيور ما دامت ذاكرة لا تقع في شدة فإذا أغفلت عن ذكر الله وقعت وأنا غفلت عن ذكر الله مرة فعذبني بالسجن فكيف بمن يغفل عن ذكر الله كثيراً يا جنيد خذ علي العهد أن لا أعود أبداً ثم صار يتردد إلى زيارة الجنيد ويأكل من المائدة معه فلما مات الجنيد رمى نفسه على الأرض فمات فدفنوه فرأى الجنيد بعض أصحابه في النوم فسأله عن حاله فقال رحمني برحمتي للطائر ... سئل السبكي رضي الله عنه: عن قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فقال أهل البلاء هم أهل الغفلة عن ذكر الله تعالى ... لطيفة: رأيت في حقائق العقائق أن آدم عليه السلام لما هبط هرب عنه الطير والوحش فجاء الخطاف فجلس عنده فعاتبه الله تعالى فقال يا رب رأيته وحده والوحدانية لك فجئت عنده لأجل ذلك فقيل أيها الطائر قد رفعت عنك السكين فلا تصاد ولا تذبح نطرح لك الألفة في قلوب أولاد آدم يساكنونك في بيوتهم ليل أنه كان أبيض اللون فأسود لونه لما لمسه آدم إلا صدره وقيل أن آدم شكا إلى ربه الوحشة فآنسه بالخطاف وهو يخطب بقوله تعالى لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الخ ويمد صوته بالعزيز الحكيم.

فوائد الأولى: قال بعض المفسرين في قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه هو الذاكر بلسانه ومنهم مقتصد هو الذاكر بقلبه ومنهم سابق هو الذي لا ينسى ربه قال ابن عطاء الله يحتاج قائل كلمة التوحيد إلى ثلاثة أنوار نور الهداية ونور الكفاية ونور العناية فمن من الله عليه بنور الهداية فهو معصوم من الشر ومن من الله تعالى عليه بنور الكفاية فهو معصوم من الكبائر والفواحش ومن من الله عليه بنور العناية فهو محفوظ من الخطرات الفاسدة والحركات التي لأهل الغفلات فالنور الأول للظالم والثاني للمقتصد والثالث للسابق وسئل الواسطي رضي الله تعالى عنه عن الذكر فقال الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف وشدة الحب ومن خصائص الذكر أنه جعل في مقابلته ذكر الله قال تعالى فاذكروني أذكركم وقال موسى عليه السلام يا رب أين تسكن قال في قلب عبدي المؤمن ومعناه سكون ذاكره وسيأتي في آخر المحبة نحوه وقال محمد ابن الحنفية رضي الله عنه أن الملائكة يغضون أبصارهم عن ذكر الله كما تغضون أبصاركم عن البرق ... الثانية: جاء في الخبر أن العبد يأتي إلى مجلس الذكر بذنوب كالحبال فيقوم من المجلس وليس عليه شيء منها فلذلك سماه النب

<<  <  ج: ص:  >  >>