للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة قالت عائشة ولم يا رسول الله قال لأنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا يا عائشة لا تردي مسكينا ولو بشق تمرة يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فإن الله يقربك يوم القيامة رواه الترمذي قال القرطبي المراد بالمساكين أهل التواضع ... موعظة: قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل للأغنياء من الفقراء يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا فيقول وعزتي وجلالي لأدنينكم ولأبعدنهم ... مسئلة: لو امتنع مستحق الزكاة من أخذها أثم بخلاف ما لو امتنع المنذور له من قبول النذر فإنه لا يأثم والفرق أن الناذر هو الذي ألزم نفسه بذلك بخلاف رب المال فإن الشارع صلى الله عليه وسلم أوجب عليه الزكاة وفي الإمتناع من أخذها تعطيل أحد أركان الإسلام نظيره يجوز الفطر لمن سافر في رمضان ولا يجوز الفطر في صيام نذره قال النووي في الفتاوي ولا يجوز دفع الزكاة لمن بلغ تاركا للصلاة لأنه سفيه لا يصح قبضه بل يقبضها وليه هذا إذا استمر تاركا للصلاة إلى حين بلغ الزكاة فإن بلغ مصليا ثم تركها بعد ذلك ولم يحجر عليه جاز دفعها إليه وصح قبضه ... فائدتان: الأولى قال بعض المفسرين في قوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم إنما خص هذه الأعضاء بذكرها دون غيرها لأن السائل إذا جاء إلى رب المال تغير وجهه فيسأله ثانيا فينحرف بجنبه فيسأله ثانيا فيوليه ظهره قال الإمام فخر الدين الرازي ظاهر الآية أنهم يكوون بجميع المال لا يقدر الزكاة فقط لتعلقها بجميع المال الثانية أفرد الله الضمير في قوله تعالى ولا ينفقونها في سبيل الله لأن الفضة أكثر من الذهب كقوله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها لأن التجارة أكثر من اللهو وقوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة لأن الصلاة أكثر من الصوم على تفسير مجاهد الصبر بالصوم وقيل أفرده لأن كلا منهما داخل في الآخر ... حكاية: كان في زمن ابن عباس رضي الله عنهما رجل كثير المال فلما مات حفروا قبره فوجدوا فيه ثعبانا عظيما فأخبروا ابن عباس بذلك فقال احفروا غيره فحفروا فوجدوا الثعبان فيه حتى حفروا سبع قبور فسأل ابن عباس أهله عن حاله قالوا أنه كان يمنع الزكاة فأمرهم بدفنه معه قال مؤلفه: حكى من أثق به حول الكعبة أن رجلا أودع مائتي دينارا ثم مات فجاء ولده وطلب الوديعة فدفعها إليه فادعى الولد الزيادة على ذلك فترافعا إلى الحاكم فقال احفروا قبر الميت فوجدوا فيه مائتي كية بالنار فقال الحاكم إن الكيات على قدر الوديعة ولو كانت أكثر لكانت الكيات على قدرها لأنه كان يمنع الزكاة ومنا يؤيد ما تقدم عن الرازي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبده خيرا بعث إليه ملكا من خزان الجنة فيمسح ظهره فتسخو نفسه بالزكاة ... حكاية: كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له ثعلبة فشكا فقره إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجمع له مالا ودعا بالبركة فكثر ماله فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال إن الجزية تؤخذ من اليهود والنصارى لا من قريش فطلب منه ثانيا وقال صلى الله عليه وسلم إما الزكاة وإما

<<  <  ج: ص:  >  >>