رجالا أي مشاة وعلى كل ضامر من شدة السفر ركبانا عليها وهي الإبل غالبا وقيل رجالا لأن الحج الرجال أكثر من حج النساء وكقوله تعالى يأتوك وهم إنما يأتون الكعبة لأن المنادى إبراهيم فمن قصدها فكأنما قصد إبراهيم أجاب النداء فصعد على الصفا وقيل على جبل أبي قبيس ونادى يا عباد الله أجيبوا داعي الله وحجوا بيته فأجابوا من أصلاب الآباء وبطون الأمهات لبيك فمن لبى مرة حج مرة ومن لبى مرتين حج مرتين ومن حج مرة أدى فريضة ومن حج مرتين داين ربه ومن حج ثلاث حجج حرم على النار ذكره في الشفاء.. الخامسة: ذكر النسفي رحمه الله تعالى أن إبراهيم عليه السلام قال اللهم من حج هذا البيت من شيوخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيه وقال إسماعيل عليه السلام اللهم من حج هذا البيت من شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيه وقال إسحاق عليه السلام اللهم من حج هذا البيت من كهول أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيه وقالت سارة اللهم من حج هذا البيت من نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيهن وقالت هاجر اللهم من حج هذا البيت من أرقاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيهم فلذلك أمرنا بالصلاة على إبراهيم وعلى آله في التشهد.. السادسة: رأيت في تفسير النيسابوري أن الله تعالى أنزل البيت من ياقوتة حمراء من الجنة له بابان من زمرد شرقي وغربي وقال لآدم اهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشي فتوجه آدم إليه من أرض الهند ماشيا فتلقته الملائكة وقالوا أبر الله حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألف عام زاد صاحب الترغيب فقال ما كنتم تقولون في طوافكم قالوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال آدم فزيدوا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال آدم لما بني الكعبة يا رب إن لكل عامل أجرا فما أجري قال إذا طفت به غفرت لك قال يا رب زدني قال أغفر لأولادك إذا طافوا به قال زدني قال اغفر لمن استغفر له الطائفون قال حسبي قال الأمام النووي إن الكعبة شرفها الله بنيت ست مرات إحداهن بناء الملائكة ثم آدم ثم إبراهيم ثم
قريش ثم عبد الله بن الزبير ثم الحجاج بن يوسف وهو هذا البناء الموجود لذلك وصفه الله بالبيت العتيق وقالت طائفة سمي عتيقا لأن الله تعالى يعتق فيه رقاب المذنبين من المؤمنين وقيل أعتقه من الغرق أيام الطوفان وقيل أعتقه من أيدي الجبابرة.. السابعة: عن النبي صلى الله عليه وسلم من طاف حول البيت سبعا في يوم صائف واستلم الحجر في كل طوفة من غير أن يؤذي أحداً وقل كلامه إلا من ذكر الله تعالى كان له بكل قدم سبعون ألف حسنة ومحا عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة.. الثامنة: اختلف العلماء في عبادة البدن أيها أفضل فمنهم قال الصلاة وجزم به صاحب التنبيه ومنهم من قال الطواف وعن النبي صلى الله عليه وسلم من أراد رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف رمضان غيرها قال العلماء المراد بقيام رمضان صلاة التراويح.. التاسعة: لما خلق الله آدم ونهاه عن شجرة الحنطة وكل الله به ملكا يحفظه فغاب عنه فأكل منها فنظر الله إلى الملك بالهيبة فصار جوهرة لأنه هتك ستر آدم فصار يبكي عند ذلك الحجر فأنطقه الله تعالى فقال يا آدم أنا الملك الذي وكلني