للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يقف موقف التهم الثاني: أظهر الله تعالى شرفه حيث أبح له ما طريقة الغزو للقهر وهو الغنائم وحرم الله عليه ما طريقة الذل والإنكسار وهو

الصدقة الثالث: أنه كان صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين والمتصدق إنما يتصدق على سبيل الترحم فلو أحلت له الصدقة لكان مرحوما للخلق لا رحما بهم وكانوا له رحمة ولا يكون الرابع لو أحلت له الصدقة لكان المعطى له خيرا منه لأنه صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى الخامس: عرضت عليه كنوز الأرض فلم يقبلها من ربه فكيف يقبل القليل من غيره فإن قيل كيف قال صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة ولاشك أن الصدقة بدرهم من عشرة تصير تسعة فالجواب أن الصدقة تقع بيد الله قبل أن تقع بيد السائل فيربيها كما يربي أحدكم فلوه فهنا في الحقيقة زيادة لا نقصان والفلو بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو وهو المهر كما صرح به في رواية أخرى حيث قال صلى الله عليه وسلم كما يربي أحدكم مهره أو فصيله قال في الترغيب والترهيب الفصيل ولد الناقة فإن قيل كيف قال صلى الله عليه وسلم الصدقة تسد سبعين بابا من البلاء ونحن نرى من يتصدق ثم يبتلى فالجواب من وجهين الأول أنها تدفع البلاء حال الصدقة الثاني تدفع بلاء العقوبة لا بلاء المثوبة ... فائدة: الصدقة أربعة أحرف صاد تصون صاحبها من مكاره الدنيا والآخرة ودال تدله على طريق النجاة وقاف تقربه إلى ربه عز وجل وهاء تهديه إلى الأعمال الصالحات ... حكاية: قال بعض الصالحين رأيت حية فقالت أجرني أجارك الله فقال من أنت قالت أنا من أهل التوحيد فدفع لها فاه فدخلت جوفه فإذا برجل معه سيف فسأله عنها فلم يجدها فرجع الرجل حيث جاء فقالت الحية للرجل إن شئت ضربتك في كبدك أو غيره قال ولم قالت لأنك عملت المعروف مع غير أهله فقال لها أمهليني حتى احفر لي قبرا فنزل عليه ملك فأطعمه شيئا فنزلت الحية قطعا فقال من أنت قال أنا المعروف الذي فعلته مع الحية قال عيسى عليه السلام استكثروا من شيء لا تأكله النار قيل ما هو قال المعروف في الحديث أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف رواه الطبراني في الأوسط قيل معناه أنهم يكونون في الآخرة أهلا معروف الله كما كانوا في الدنيا أصحاب المعروف لأجل الله وقيل وصفهم بذلك لأنهم تكرموا بأموالهم في الدنيا والآخرة بحسناتهم للمذنبين من هذه الأمة قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة يأتي الله بقوم من أمتي فيدخلهم الجنة بغير حساب ويأتي الله بقوم فيحاسبهم فيقول الله تعالى يا عبادي من نبيكم فيقولون محمد صلى الله عليه وسلم فيقول هل زيد في سيئاتكم فيقولون لا فيقول هل نقص من حسناتكم شيء فيقولون لا فيقول يا عبادي على من كان اتكالكم فيقولون على حسن ظننا بك فيأمر الله رضوان بإخراج الذين أدخلهم بغير حساب فيدعوهم فيقول هؤلاء إخوانكم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد زادت سيئاتهم فهبوا لهم من حسناتكم فيبون لهم فيدخلون الجنة فلذلك قال أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة في الحديث أن السد يقول اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف ...

<<  <  ج: ص:  >  >>