للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا بغار في جبل فأتاه فإذا فيه أسد عظيم فوضع رأسه على رأسه وقال يا إلهي جعلت لكل شيء مأوى ولم تجعل لي مأوى فأوحى الله إليه مأواك في مستقر رحمي ولأزوجنك مائة حوراء يوم القيامة ولآمرن مناديا ينادي أين الزهاد في الدنيا زوروا عرس الزاهد عيسى بن مريم ... حكاية: قال بعض الصالحين رأيت في المنام رجلا يطلب غزالة وخلفه أسد فقتله قبل لمن يلحق الغزالة وهكذا إلى تمام المائة وكلما قتل الأسد واحداً وقفت الغزالة عند رأسه فتعجب من ذلك فقال الأسد لا تعجب أنا ملك الموت والغزالة هي الدنيا وهؤلاء طلابها أقتلهم واحدا بعد واحد فإن قيل كيف أمطر الله على أيوب جرادا من ذهب قيل جعله الله عوضا من الدود فالجراد نعمة للطائع وعقوبة للعاصي لأنه مخلوق من الذنوب وذلك أن المريض تلقى ذنوبه في البحر فيخلق الله منها التمساح فإذا مات صار دوداً ثم جرادا بإذن الله تعالى ... موعظة: ذكر العلائي في سورة النحل أن إبليس يعرض الدنيا على من يريدها كل يوم فيقول من يشتري شيئا يضره ولا ينفعه ويهمه ولا يسره فيقول عشاقها وأصحابها نحن فيقول إنها معيوبة فيقولون لا بأس فيقول ثمنها ليس بالدرهم ولا بالدينار ولكن بنصيبكم من الجنة فإن اشتريتها بأربعة أشياء بلعنة الله وغضبه وسخطه وعذابة وبعت الجنة بها فيقولون نعم فيبيعهم إياها على ذلك ثم يقول بئست التجارة ورأيت في سفينة الأبرار أن الله تعالى خلق الدارين ونصب لهما دلالين فدلال الجنة محمد صلى الله عليه وسلم وبائعها المولى وثمنها التوحيد وبذل المال والنفس ودلال الدنيا إبليس ومشتريها الراغبون وثمنها ترك الدنيا وقال بعض الحكماء الدنيا ميراث المغرورين ومسكن البطالين وسوق الراغبين وميدان الفاسقين ومراح الكافرين وسجن المؤمنين ومزبلة المتين زاد مؤلفه ومزرعة للعالمين ... لطيفة: لما مر سليمان بوادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون وإنما قالت ذلك خوفا على قلوبهم أن تميل إلى الدنيا فلما سلم عليها سليمان قالت وعليك السلام أيها الفاني المشتغل بملكك فأنت تظن يا سليمان أن ذلك أمرا ونهيا فأنا نملة ضعيفة لي أربعون ألف مقدم تحت يد كل مقدم أربعون صنفا من النمل كل صنف من المشرق والمغرب فقال كيف تلبسون السواد قالت لأن الدنيا دار مصيبة ولباس أهل المصائب السواد قال فما هذا الحز الذي في وسطك قالت هذه منطقة الخدمة للعبودية قال فما بالكم تبعدون عن الخلق قالت لأنهم في غفلة فالبعد عنهم أولى قال فما بالكم عراة قالت هكذا ولدنا إلى الدنيا وهكذا نخرج منها قال فكم تأكلين قالت حبة أو حبتين قال ولم قالت لأنا على سفر والمسافر كلما خف حمله خف ظهره قال اطلبي مني حاجة قالت أنت عاجز والطلب منك غير جائز قال لابد من الطلب قالت زد في رزقي وفي عمري قال اطلبي شيئا يكون في يدي قالت إن الله يقضي حوائج المحتاجين قال ما اسمك قالت منذرة أنذر أصحابي من الدنيا الساحرة وأرغبهم في الآخرة وفي رواية اسمها طاحية وفي رواية أخرى حرمن ثم قالت يا سليمان ما أفخر ما أوتيت في ملكك قال الخاتم لأنه من الجنة قالت تعلم معناه يعني الذي أعطيناك من

<<  <  ج: ص:  >  >>