للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ي إسرائيل رجل صالح وله امرأة جميلة فرآها شاب فعشقته وصنعت له مفتاحا يدخل عليها متى شاء فقال زوجها في بعض الأيام قد أنكرت حالك فلابد أن تحلفي على عدم الخيانة قالت نعم فلما خرج من عندها ودخل الشاب أخبرته بذلك فقال كيف الخلاص قالت البس ثياب المكارى وخذ حمارا وقف على باب المدينة فلما جاء زوجها وطلبها يحلفها على جبل معظم عندهم يحلفون عنده فخرجت معه فلما رأت المكارى قالت لابد من ركوبي مع هذا فأركبها فلما صعدوا على الجبل ألقت نفسها عن الحمار فانكشف شيء من بدنها ثم قالت والله ما رآني غير هذا فاضطرب الجبل من تحتهم اضطرابا شديدا فذلك قوله تعالى وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أيما امرأة خانت زوجها فعليه نصف عذاب هذه الأمة وسيأتي على هذا زيادة في المعراج إن شاء الله تعالى ... حكاية: كانت امرأة نوح عليه السلام تخونه بأن تأمر الناس بعدم اتباعه وامرأة لوط تخونه أيضا بأن تخبر قومه بالملائكة لما أن أتوا إليه في صورة شبان مرد فإن قيل كيف جاز أن تكون امرأة النبي كافرة لا زانية فالجواب أن الأنبياء عليهم السلام بغم الله إلى الكفار ليدعوهم ويبشروهم فوجب أن لا يكون معهم ما ينفرهم والزنا من أعظم المنفرات بخلاف الكفر فلا يرونه عارا قال العلائي في سورة هود أن جبريل وميكائيل وإسرافيل دخلوا على لوط في صورة حسنة فذهبت زوجته وأخبرت قومه فجاءوه يهرعون أي يسرعون فخاف على الملائكة لأنه لم يعرفهم وضاق بهم ذرعا أي ضاق صدره كما أن البعير إذا كان حمله ضيفا طال باعه وإن كان ثقيلا ضاق باعه فقال لوط هذا يوم عصيب أي شديد قال الله تعالى للملائكة لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات فلما دخلوا عليه كالضيوف قال لوط ما بلغكم من أمر هذه القرية قالوا وما أمرها قال أشهد بالله أنها شر قرية في الأرض عملا قال ذلك أربع مرات وكل مرة يقول جبريل لمن معه من الملائكة اشهدوا ثم قال لوط يا قوم هؤلاء بناتي يعني أزوجكم بهن وقيل أراد بالبنات نساءهم لأن النبي كالأب لقومه وهو الصحيح فقالت الملائكة أنا رسل ربك ففتح الباب فوضع جبريل يده على أبصارهم فانطمست وعلى أيديهم فيبست فرجعوا وهم يقولون يا لوط صبرا حتى يطلع الصبح فقال تعالى فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنها مصيبها ما أصابهم فقال لوط متى يأتيهم العذاب قال إن موعدهم الصبح قال أليس الصبح بقريب فلما خرج لوط وأخذ أهله قال لا يلتفت منكم أحد فلما سمعوا صوت العذاب التفتت امرأته وقالت واقوماه فأمر الله تعالى جبريل فرفع مدائن لوط وهي خمسة على جناحه حتى سمعت الملائكة صياح الديكة ونهيق الحمير ولم ينتبه لهم نائم ولم يتكسر لهم إناء فجعل عاليها سافلها ثم أرسل عليهم حجارة من سجيل قيل هو جبل في السماء بين السماء والأرض ... موعظة: قيل مر سيدنا عيسى عليه السلام في أرض فرأى نارا تشتعل على رجل فأخذ ماء وأطفأها فتحولت النار شابا أمرد وتحول الرجل نارا واشتعل على الصبي فتعجب من ذلك فدعا الله تعالى فأنطق الله له الرجل فقال يا نبي الله إني كنت افعل

<<  <  ج: ص:  >  >>