أن لا تنسى ذنبك فقال الرجل بل معنى التوبة أن تنسى ذنبك ووافقه الجنيدي لأن ذكر الجفاء في حال الصفاء جفاء المعصية جفاء والتوبة صفاء قال النسفي قال رجل من من أصحاب الجنيد له أني أصبحت ذنبا فادع الله أن يغفره فسمع الجنيد هاتفا بقول لما كشف ستره لك فاغفر له أنت.. الثانية: قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه عملت ذنبا هل من توبة فأعرض عنه ثم التفت إليه فرأى عينيه تذرفان بالدموع فقال له إن للجنة ثمانية أبواب تفتح وتغلق إلا باب التوبة فإن عليه ملكا موكلا لا يغلقه إلى يوم القيامة فلا تيأس من رحمة الله وقيل إنما هلك إبليس لأنه لم يكن يعترف بخطيئته ولم ير وجوب التوبة فلم يتب وتكبر وقنط من رحمة الله وآدم سعد لأنه اعترف بذنبه ورأى أن التوبة واجبة فتاب عليه ربه وتواضع ولم ييأس من رحمة الله.. الثالثة: قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه ألا أحدثكم عن كتاب منزل في بني إسرائيل إن العبد إذا عمل ذنبا ثم ندم عليه طرفة عين سقط عنه أسرع من طرفة عين وقال صلى الله عليه وسلم العبد ليذنب الذنب فيدخل به إلى الجنة قيل وكيف يا رسول الله قال يكون نصب عينيه تائبا فارا منه حتى يدخل الجنة قال الغزالي رضي الله عنه تجب التوبة على الفور لقوله تعالى إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب أي عن قرب عهد بالخطيئة فإذا بادروا بالتوبة سريعا محيت المعصية كالنجاسة إذا كانت رطبة فإزالتها سهلة وقال تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ولا طاقة لظلمة المعصية مع نور الحسنة كما لا طاقة لكدرة مع بياض الصابون.. الرابعة: عن عمر رضي الله عنه قال دخلت على مريض من الأنصار مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم تب فلم يقدر أن ينطق بلسانه فجال بطرفه نحو السماء فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم فسئل عن ذلك فقال لما لم يقدر أومأ بقلبه إلى السماء وندم وقال الله تعالى يا ملائكتي عبدي عجز عن التوبة بلسانه فندم بقلبه أشهدكم أني قد غفرت له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر وعنه صلى الله عليه وسلم أنه جاء جبريل عند موته فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بسنة قبلت توبته فقال يا جبريل سنة لأمتي كثيرة فغاب ثم رجع وقال إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بشهر قبلت توبته فقال يا جبريل الشهر لأمتي كثير فغاب ثم رجع وقال إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بجمعة قبلت توبته فقال يا جبريل الجمعة
لأمتي كثيرة فغاب ثم رجع وقال إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بيوم قبلت توبته فقال يا جبريل اليوم لأمتي كثير فغاب ثم رجع وقال ربك يقرؤك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بساعة قبلت توبته فقال يا جبريل الساعة لأمتي كثير فغاب ثم رجع وقال إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك إن كانت السنة والشهر كثير والجمعة كثيرة واليوم كثير والساعة كثيرة فمن لم يرجع إلي قبل موته بسنة ولا شهر ولا جمعة ولا يوم ولا ساعة حتى بلغت الروح الحلقوم ولم يمكنه الاعتذار بلسانه فاستحيى وندم بقلبه غفرت له ولا أبالي ذكره النسفي في زهرة الرياض عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ثم قال إن السنة لكثيرة من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه ثم قال إن الشهر لكثير من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ثم قال إن الجمعة لكثيرة من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه ثم قال إن اليوم لكثير من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ثم قال إن الساعة لكثير من تاب قبل أن يغرغر تاب الله عليه.. الخامسة: تفكر إبراهيم عليه السلام في أمر آدم عليه السلام وقال يا رب خلقته ونفخت فيه من روحك واسجدت له ملائكتك وأسكنته الجنة بلا عمل ثم بزلة واحدة ناديت عليه بالمعصية وأخرجته من الجنة فأوحى الله إليه يا إبراهيم أما علمت أن مخالفة الحبيب لحبيبه أمر شديد.. السادسة لما عصى آدم بكى عليه كل شيء في الجنة إلا الذهب والفضة فأوحى الله إليهما ما لكما لا تبكيان على آدم فقال كيف نبكي على من خالف أمرك وعزتي وجلالي لأجعلكما قيمة كل شيء ولأجعلن بني آدم خدما لكما فإن قيل كيف حرم الله أجساد الأنبياء على الأرض فالجواب إن التراب أحد الطهورين فهر مطهر للنجاسة الكلية والذنوب أقبح النجاسات إلى الطهارة بالتراب فلذلك تأكل الأرض أجسادا غير الأنبياء لأنهم معصومون من الذنوب عمداً وسهواً قبل النبوة وبعد النبوة.. السابعة: نختم بها هذا الباب ختم لنا وللمسلمين بخير وعافية وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا علي ألا أعلمك كلمات تدعو بهن لو كان عليك عدد المدر ذنوبا غفرت لك قل اللهم لا إله إلا أنت الحليم الكريم تباركت سبحانك رب العرش العظيم. لأمتي كثيرة فغاب ثم رجع وقال إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بيوم قبلت توبته فقال يا جبريل اليوم لأمتي كثير فغاب ثم رجع وقال ربك يقرؤك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بساعة قبلت توبته فقال يا جبريل الساعة لأمتي كثير فغاب ثم رجع وقال إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك إن كانت السنة والشهر كثير والجمعة كثيرة واليوم كثير والساعة كثيرة فمن لم يرجع إلي قبل موته بسنة ولا شهر ولا جمعة ولا يوم ولا ساعة حتى بلغت الروح الحلقوم ولم يمكنه الاعتذار بلسانه فاستحيى وندم بقلبه غفرت له ولا أبالي ذكره النسفي في زهرة الرياض عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم