للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقيل في قوله تعالى يميتني أي بالجهل ثم يحييني بالعلم وقال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء وقال سهل بن عبد الله في قوله فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق: الظالم والجاهل والمقتصد المعلم والسابق العالم وقال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وعنه صلى الله عليه وسلم إن لله مدينة تحت العرش من مسك أذفر على بابها ينادي كل يوم ألا من زار العلماء فقد زار الأنبياء ومن زار الأنبياء فقد زر الرب ومن زار الرب فله الجنة ذكره في الفردوس وعنه صلى الله عليه وسلم قليل العلم خير من كثير العبادة وقال صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم فإن تعلمه لله حسنة وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبيل أهل الجنة وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الحلوة والدليل على السراء والمعين على الضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم للخير قادة وأئمة يقتفى آثارهم ويقتدى بأفعالهم وينتهى إلى رأيهم ترغب الملائكة في خلقهم وتمسحهم بأجنحتها يستغفر لهم كل رطب ويابس صحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد من العلم منازل الأخيار والدرجات العلا في الدنيا والآخرة والتفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام وهو إمام العمل وتابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء ورأيت في تفسير الرازي في بعض نسخ الحدائق لابن الملقن أيضا وعن النبي كن عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامس فتهلك وعن النبي صلى الله عليه وسلم حضور مجلس علم أفضل من ألف ركعة وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة قيل يا رسول الله ومن قراءة القرآن قال وهل تنفع قراءة القرآن إلا بالعلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اتكأ على يده عالم كتب الله له بكل خطوة عتق رقبة ومن قبل رأس عالم فله بكل شعرة حسنة وعن النبي صلى الله عليه وسلم لله كل يوم وليلة ألف رحمة تسعمائة وتسعة وتسعون رحمة للعلماء وطالبي العلم والرحمة الواحدة لسائر الناس. وقال صلى الله عليه وسلم من جاء أجله وهو يطلب العلم لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة النبوة سواه الطبراني وفي عيون المجالس سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عن صاحب العلم فقال هو سراج أمتك في الدنيا والآخرة طوبى لمن عرفهم وأحبهم والويل لمن أنكر معرفتهم وأبغضهم وفي كتاب الذريعة لابن العماد تكفل الله تعالى برزق طالب العلم والعالم إذا خرج من الدنيا كالقنديل يخرج من بيت الظلم وقال نجم الدين النسفي في قوله تعالى والنجم إذا هوى اقسم الله بالعالم إذا مات وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع ... لطيفة: قال في عيون المجالس العالم ثلاثة أحرف عين ولام وميم فالعين من العلوم واللام من اللطافة والميم من الملك فالعين تجر صحبها إلى عليين واللام تصيره لطيفا والميم تصيره ملكا على العباد ويعطى العالم ببركة العين العز والتسكي

<<  <  ج: ص:  >  >>