للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طرفه فكان أدعج ضخيما وإن سألت عن حاجبه فكان نوة وإن سألت عن فمه فكان ميما وإن سألت عن وجهه فكان بدرا تمم بالحسن تتميما وإن سألت عن صدره كان سليمان وإن سألت عن قلبه فكان رحيما وإن سألت عن خلقه فكان عظيما وإن سألت عن كفه فكم أغنى عديما وإن سألت عن قدمه فكم تقدم الطاعة تقديما وإن سألت عن أصله فكان شريفا كريما اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وسلم تسليما قال علي رضي الله عنه لما أراد الله تقدير الخليقة وذرى البرية قبل دحو الأرض ورفع السماء وهو في انفراد ملكوته وتوحد جبروته لمع نور من نوره ثم اجتمع ذلك النور في تلك الصورة الخفية فوافق محمدا صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى أنت المختار والمنتخب عندك مستودع نوري وكنوز هدايتي من أجلك أسطع البطحاء وأرفع السماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ثم أخفى الله الخليقة في غيبه وغيبها في مكنون علمه ثم نصب العوامل أي السماء والأرض والجبال والمياه والهواء والنار وبسط الزمان وقرن بتوحيد نور محمد صلى الله عليه وسلم وعن علي رضي الله عنه قلت يا رسول الله مم خلقت قال لما أوحى إلى ربي ما أوحى قلت يا رب خلقتني قال وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضا ولا سماء قلت يا رب مم خلقتني قال يا محمد نظرت إلى صفاء بياض نوري الذي خلقته بقدرتي وأبدعته بحكمتي أضفته تشريفا إلى عظمتي فاستخرجت منه جزءا فقسمته ثلاثة أقسام فخلقتك وأهل بيتك من القسم الأول وخلقت أزواجك وأصحابك من القسم الثاني وخلقت من أحبك من القسم الثالث فإذا كان يوم القيامة رددت النور إلى نوري وأدخلتك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك ومن أحبك جنتي برحمتي فأخبرهم بذلك عني وقال ابن عباس رضي لله عنهما لما أراد الله تعالى خلق المخلوقات وخفض الأرض

ورفع السموات قبض قبضة من نوره ثم قال لها كوني حبيبي محمد فطاف نور محمد صلى الله عليه وسلم بالعرش قبل آدم بخمسمائة عام وهو يقول الحمد لله فقال الله تعالى من أجل ذلك سميتك محمدا ثم خلق نور آدم عليه السلام من نور محمد وخلق جسد محمد من طينة آدم ثم أسكن نور محمد في ظهر آدم عليه السلام فصلت الملائكة تقف صفوفا ينظرون إلى النور فقال آدم يا رب ما لهؤلاء الملائكة يقفون خلفي قال ينظرون إلى نور محمد صلى الله عليه وسلم قال يا رب اجعله في مكان في جبهتي فنقل الله تعالى ذلك النور إلى جبهته فصارت الملائكة تقف أمامه ثم قال آدم يا رب اجعله في موضع أراه فجعله في إصبعه المسبحة فرفعها آدم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله فهذا أصل التشهد لهذا سميت المسبحة لأنه يشار بها إلى وحدانية الله تعالى ولأن عرقها متصل بالقلب ثم قال آدم يا رب هل بقي من هذا النور شيء قال نور أصحابه قال يا رب اجعله في بقية أصابعي فجعل الله نور أبي بكر في الوسطى ونور عمر في البنصر ونور عثمان في الخنصر ونور علي في الإبهام فلما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض انتقلت الأنوار إلى ظهره أي كما كان أولا في ظهره فلما قدر الله الاجتماع بين آدم وحواء على عرفات أرسل الله إليه نهرا من الجنة فاغتسلت حواء فانتقلت الأنوار إليها ثم لم يزل نور محمد من صلب إلى صلب ومن بطن إلى بطن إلى أن انتقل

<<  <  ج: ص:  >  >>