للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرش وقال أنس من قال سبحان الله وبحمده غرس له ألف شجرة في الجنة من ذهب طلعها أي ثمرها كثدي الأبكار ألين من الزبد وأحلى من الشهد كلما أخذ منها شيئا عاد كما كان والشهد بفتح الشين على الأفصح وقال وهب ابن منبه من قال سبحان الله وبحمده يقول الله صدق عبدي سبحاني وبحمدي إن سألني عبدي أعطيته ما سأل وإن سكت غفرت له ما لا يحصى وعن النبي صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده خلق الله تعالى ملكا له عينان وجناحان وشفتان ولسان يطير مع الملائكة ويستغفر لقائلها إلى يوم القيامة وعن كعب الأحبار من قال سبحان الله وبحمده ثلاث مرات بني له ثلاث مدائن في الجنة في كل مدينة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قوله تعالى أسرى بعبده إضافة إليه تشريفا له وتعظيما وقال العلائي لو كان للنبي إسم أشرف منه لسماه الله تعالى في تلك الحالة العلية قال القشيري لما رفعه الله إلى حضرته السنية ألزمه إسم العبودية تواضعا للأمة الأمية وقال غيره لما وصل إلى الدرجات العالية أوحى الله تعالى إليه يا محمد بم شرفك عندي قال يا رب بنسبتي إليك بالعبودية فأنزل الله تعالى هذه الآية قال أهل الإشارة لما أسرى بعيسى عليه السلام إلى السماء قالت النصارى هو ابن الله نزل الله محمد صلى الله عليه وسلم رحمة على أمته فقال بعبده لئلا تقول أمته كما قالت النصارى قال العلائي في سورة مريم قال قتادة لما رفع الله عيسى إلى السماء اجتمع أربعة من فقهاء قومه فقالوا للأول ما تقول في عيسى قال هو ابن الله هبط إلى الأرض فخلق ما خلق ثم ارتفع إلى السماء فتبعه قوم وكذبه الثلاثة ثم قالوا للثاني ما تقول في عيسى قال هو ابن الله فتبعه قوم وكذبه آخرون ثم قالوا للثالث ما تقول في عيسى قال هو إله وأمه إله والله إله فتبعهم وكذبه

آخرون ثم قالوا للرابع ما تقول في عيسى فقال هو عبد الله ورسوله فاختصموه فقال أتعلمون أن عيسى يأكل ويشرب قالوا نعم قال أتعلمون أن عيسى ينام قالوا نعم فغلبهم الرابع رضي الله عنه قال ابن الجوزي رضي الله عنه عظم الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله سبحان الذي أسرى وصغره عند نفسه بقوله تعالى بعبده فإن قيل كيف سبح نفسه عند عروجه دون هبوطه قيل لأن صعود الكثيف أعجب من هبوطه وقيل لأنه كان في عروجه مقصده الحق وفي هبوطه كان مقصده الخلق وقيل إن كان سبح عند عروجه فقد أقسم بنزوله فقال تعالى والنجم إذا هوى قال نجم الدين النسفي في قوله تعالى وأنه هو أضحك وأبكى أي أضحك السماء بعروجه إليها وأبكاها بنزوله منها وقيل أضحك الأرض بولادته وأبكاها بموته وقال في قوله والضحى هو الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام والليل إذا سجى أي أظلم وقيل إذا سكن وقيل إذا استوى ظلامه واستقر وقيل هو ليلة المعراج ورأيت في كتاب الذريعة لابن العماد مسألة أخرى فإن قيل كيف أضافهم إليه في هبوطه بقوله ما ضل صاحبكم وأضافه إليه بقوله سبحان

<<  <  ج: ص:  >  >>