فسألته عن ذلك فقال رأيت ليلة أسري بي نساء من أمتي في عذاب شديد ورأيت امرأة معلقة بثدييها والقطران يصب في حلقها وهي التي ترضع أولاد الناس بغير رضا زوجها ورأيت امرأة معلقة بثدييها والنار توقد تحتها تأكل لحم جسدها وهي التي تتزين لغير زوجها وفي حديث آخر إذا اكتحلت المرأة في غير وجه زوجها سود الله وجهها وجعل قبرها حفرة من حفر النار قال العلائي قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم مررنا على واد فوجدنا ريحا طيبة مع صوت حسن فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا صوت الجنة تقول يا رب بما وعدتني فقد كثرت غرفي وحريري وذهبي وفضتي ولؤلؤي ومرجاني وأكوابي وفواكهي وعسلي ولبني ومائي وخمري فأتني بما وعدتني فقال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن لا يشرك بالله شيئا إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد فقالت رضيت ثم مررنا على واد فسمعنا صوتا منكرا فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا صوت جهنم تقول يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري واشتد حري فقال لك كل مشرك ومشركة ومن لا يؤمن بيوم الحساب فقالت رضيت ثم مررنا على رجل قد حزم حزمة عظيمة من الحطب لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها ويريد حملها فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا مثل رجل من أمتك عليه أمانات للناس لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها ثم مررنا على خشبة في الطريق لا يمر عليها ثوب إلا شقته ولا شيء إلا خرقته فقلت ما هذا يا جبريل قال قوم من أمتك يقطعون الطريق فلما وصلنا بيت المقدس ربط جبريل البراق ودخلت المسجد الأقصى فوجدت نصفه قد امتلأ من الملائكة ورأيت النبيين صفوفا صفوفا فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء إخوانك الأنبياء زعمت قريش أن لله شريكا واليهود والنصارى أن لله ولدا سل هؤلاء المرسلين هل كان له شريك أو ولد فذلك قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون فأقروا كلهم بالوحدانية لله تعالى ثم أقام جبريل عليه السلام الصلاة وقال تقدم يا أكرم الخلق على الله وسئل الإمام النووي رضي الله عنه في الفتاوى عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة المعراج هل هي الصلاة المعهودة أم الدعاء فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة أثنى كل واحد من الأنبياء على ربه فقال آدم الحمد لله الذي خلقني بيده وأسجد لي ملائكته وجعل الأنبياء من ذريتي وقال نوح الحمد لله الذي أجاب دعوتي ونجاني من الغرق بالسفينة وفضلني بالنبوة وقال إبراهيم الحمد لله الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظما واصطفاني بالرسالة وأنقذني من النار وجعلها بردا وسلاما قال موسى الحمد لله الذي كلمني تكلما واصطفاني على الناس برسالته وأنزل على التوراة وألقى على محبة منه وقال داود الحمد لله الذي نزل علي الزبور وألان لي الحديد وقال سليمان الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس وعلمني منطق الطير وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي.
يا نفس نلت المنى فاستبشري رسلي ... هذا الحبيب وهذا سيد الرسل
هذا الذي ملأت قلبي محبته ... هذا الذي سهرت من أجله مقلى
هذا الذي كنت أهواه وفزت به ... يا فرحتى انفصلى يا فرحتى اتصلى