للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من النهر فإذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله انتفض يسقط من كل ريشة سبعون ألف قطرة فيخلق الله من كل قطرة ملكا يستغفر لقائلها إلى يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم رأيت رجلا مسندا ظهره إلى دواوين الخلق التي فيها أمورهم فقلت من هذا يا جبريل قال هذا إدريس فدنوت منه وسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح ثم قلت يا أخي بن الله قد رفعك مكانا عليا ودخلت الجنة قبلي ورأيت نعيمها فقال يا حبيب الله ما دخلت الجنة ولا رأيت نعيمها وإنما دخلت بستانا خارج الجنة ورأيت على بابها مكتوبا هذا الباب لا يدخله أحد قبل محمد وأمته ورأيت فيها مريم بنت عمران لها سبعون قصرا من لؤلؤ ولأم موسى سبعون قصرا من الياقوت ولآسية بنت مزاحم سبعون قصرا من مرجانة حمراء ولفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم سبعون قصرا من زمرد أخضر ثم سرنا حتى علونا السماء الخامسة وهي ياقوت وتسبيح أهلها سبحان من جمع بين الثلج والنار من قالها كان له مثل ثوابهم ورأيت فيها رجلا كهلا فقلت من هذا يا جبريل قال هارون فسلم علي ورحب بي ودعا لي بخير ثم علونا إلى السماء السادسة وهي من جوهر وتسبيح أهلها سبحان القدوس رب كل شيء وخالق كل شيء من قالها كان له مثل ثوابهم إذ فيها اخلق كثير رافعون أصواتهم بالبكاء من خشية الله فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الكروبيون قال النسفي خلق الله ميكائيل بعد إسرافيل بخمسمائة عام من رأسه إلى قدميه وجوه وأجنحة من زعفران في كل ريشة ألف عين تبكي على المذنبين من أمة محمد فيقطر من كل عين سبعون قطرة فيخلق الله من كل قطرة ملكا فهم الكروبيون فأقبلت عليهم بالسلام فجعلوا يردون علي إيماء برؤسهم لا يتكلمون ولا ينظرون إلي من الخشوع فقال جبريل هذا محمد في الرحمة الذي أرسله الله من العرب وهو خاتم النبيين أفلا تنظرون إليه فأقبلوا علي بالتحية وإذا برجل آدم يعني أسمر اللون كثير الشعر لو كان عليه قميصان لخرج الشعر منهما فقال يزعم بنو إسرائيل إني أكرم الخلق على الله وهذا أكرم على الله مني فقلت يا جبريل من هذا قال موسى ابن عمران فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فما جاوزته حتى بكى فقيل ما

يبكيك فقال غلام يبعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي قال الخطابي لم يبك موسى حسدا للنبي على ما أعطاه الله تعالى من الكرامة بل على نقص حظ أمته ونقصان عددهم عن عدد أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسماه غلاما لما أعطاه الله من عظيم الكرامة من غير عمر طويل أفناه في طاعة الله عز وجل. كيك فقال غلام يبعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي قال الخطابي لم يبك موسى حسدا للنبي على ما أعطاه الله تعالى من الكرامة بل على نقص حظ أمته ونقصان عددهم عن عدد أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسماه غلاما لما أعطاه الله من عظيم الكرامة من غير عمر طويل أفناه في طاعة الله عز وجل.

هذا المقام الذي لاذت به الأمم ... وأذعنت لعلاه العرب والعجم

هذا مقام رسول الله أكرم من ... جاءته من ربه الأحكام والحكم

هذا محمد الهادي الذي محيت ... عنا بنور هداه الظلم والظلم

هذا الذي قد سما فوق السماء إلى ... مقام عز فتاهت دونه الأمم

هذا الذي كشف الله الحجاب له ... فقدمت منه أذن فد وعت لهم

هذا الذي ربنا الرحمن خاطبه ... لو رام ذا غيره زلت به القدم

<<  <  ج: ص:  >  >>