الصورة فاختلج كل سره كيف تكون من نسائي وهي عند غيري ثم قال يا مثبت القلوب ثبت قلبي قال ذلك من طريق الغيرة فلما جاء زيد أخبرته بذلك فقال والله إن رسول الله أحب إلي منك وأحب إليك مني ما نتجمع بعد أبدا قومي حتى أطلقك عنده فلما جاء إليه قال النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجك فأنزل الله تعالى وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبدية وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه الآية فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم والعرق يتقاطر منه فأسلم في ذلك اليوم خلق كثير من المنافقين وقالوا لو كان هذا القرآن من عند محمد لأخفى هذه الآية هكذا رأيته في عقائق الحقائق فإن قيل المعراج قبل الهجرة وتزوجها من زيد بعدها فكيف يصح القول بأن النبي لما رجع من المعراج رآها مع زيد فيقال لما رجع من المعراج وهاجر رآها مع زيد على الصورة التي رآها في الجنة قال القرطبي كانت نائمة فسمعت التسبيح فأخبرت زوجها زيدا بذلك فقال يا رسول الله إئذن لي في طلاقها فقال أمسك عليك زوجك واتق الله تعالى وإذ تقول للذي أنعم الله عليه بالإسلام وأنعمت عليه بالعتق أمسك عليك زوجك الآية ومعنى قوله وتخشى الناس هو أن يقولوا تزوج إمرأة إبنه فأنزل الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال النووي رضي الله عنه في الروضة كان النبي أبا الرجال والنساء وقيل لا يجوز أن يقال هو أبو المؤمنين للآية المذكورة ثم حكى عن نص الشافعي أنه يجوز أن يقال هو أبو المؤمنين أي في الحرمة ثم أنزل الله تعالى أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله أي أعمل عند الله فدعي زيد بن حارثة من يومئذ بعد أن كان يدعى زيد بن محمد قال القرطبي قدم عم زيد مكة فلما رآه سأله عن إسمه فقال زيد فسأل عن إسم أبيه فقال حارثة فسأله عن إسم أمه فقال سعدي فأرسل عمه إلى أبيه وأهله فلما دخلوا مكة قالوا يا محمد هذا ولدنا فقال إن اختاركم فخذوه فخيروه فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لما انقضت عدتها قال لزيد إذهب فاذكرني لها فجاء إليها وجعل ظهره إليها وقال يا زينب قد خطبك رسول الله فقالت حتى استأذن ربي فأحرمت بالصلاة فأنزل الله تعالى فلما قضى زيد منها وطرأ زوجناكها فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي مكشوفة الرأس فقالت يا رسول الله بلا خطية وبلا شهود فقال الله المزوج وجبريل الشاهد قال في الروضة والأصح أن ينعقد نكاحه صلى الله عليه وسلم بلا ولي ولا شهود وقال في البخاري كانت زينب تفتخر على نساء النبي وتقول زوجكن أهاليكن وأنا زوجني ربي من فوق سبع سموات قال في الدر الثمين في خصائص الصادق الأمين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تزوجت شيئا من نساء ولا زوجت شيئا من بناتي إلا بوحي جاءني به جبريل عن ربي عز وجل ثم جعل لزينب من الصداق أربعمائة درهم قالت عائشة ما رأيت إمرأة أكثر خيرا وصدقة من زينب